للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العُذْري (١):

أظَلُّ نهاري مُستهامًا وتلتقي ... مع الليل روحي في المنام وروحُها (٢)

فإن قيل: فالنائمُ يرى غيره من الأحياء يُحدِّثه ويخاطبه، وربما كان بينهما مسافة بعيدة، ويكون المرئيُّ يقظانَ، روحُه لم تفارق جسدَه، فكيف التقت روحاهما؟

قيل: هذا إما أن يكون مثلاً مضروبًا، ضربه ملكُ الرؤيا للنائم (٣)، أو يكون حديثَ نفس من الرائي تجرَّد له في منامه، كما قال حبيبُ بن أوس (٤):

سَقيًا لِطَيفِكَ مِن زَورٍ أتاكَ به ... حديثُ نفسِك عنه وهو مشغولُ (٥)


(١) (ط): «العدوي». (ز): «العبدري». وكلاهما تحريف. و «العذري» ساقط من (ن). وفي (ب) تحرف «جميل» إلى «علي».
(٢) ديوان جميل (٥١).
(٣) «للنائم» ساقط من (ن).
(٤) هذا وهمٌ، فإن البيت الآتي لجِران العود النُّميري في ديوانه (١٠٠) عن منتهى الطلب. وسبب الوهم أن بيت النميري يُذكر مع قول أبي تمام:
عادك الزَّورُ ليلةَ الرَّعْلِ مِن رَمْـ ... ـلَةَ بين الحِمَى وبين المَطالي
نَمْ فما زارك الخيالُ ولكنْـ ... نَكَ بالفكر زُرتَ طيفَ الخيالِ
للدلالة على أنّه أخذ معناه من قول النُّمَيري.
وقال أبو تمام أيضًا:
استزارته فكرتي في المنامِ ... فأتاني في خُفيةٍ واكتتامِ
انظر: الموازنة للآمدي (٢/ ١٦٨).
(٥) «لطيفك»: كذا في (ن) والموازنة. وفي النسخ الأخرى: «لضيفك». وفي الديوان: «لِزَورك».