للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السابعة (١) في خِرقة صوفٍ. ففعلتْ ذلك، فوجدَتْها كما وصفَ لها.

قال: وأخبرني رجلٌ لا أظنُّ به كذبًا قال: استأجرتني امرأةٌ من أهل الدنيا على هدم دارٍ لها وبنائها بمال معلوم، فلما أخذتُ في الهدم لزمت الفَعَلة هي ومن معها (٢). فقلت: مالك؟ قالت: والله ما لي إلى هدمِ هذه الدار من حاجةٍ، لكن أبي مات، وكان ذا يَسار كثير (٣)، فلم نجدْ له كبيرَ (٤) شيء، فَخِلتُ أنَّ مالَه مدفونٌ، فعمَدتُ إلى هدم الدار لعلِّي أجد شيئًا.

فقال لها بعض من حَضَرنا: لقد فاتَكِ ما هو أهونُ عليك من هذا! قالت (٥): وما هو؟ قال: فلانٌ تمضِين إليه، وتسألينه أن يُبيِّت قصتكِ (٦) الليلةَ، فلعله يرى أباك، فيدلّكِ على مكانِ ماله بلا تعب ولا كُلفة. فذهبتْ إليه ثم عادتْ إلينا، فزعمَتْ أنه كتب اسمَها واسمَ أبيها عنده.

فلما كان من الغد بكَّرتُ إلى العمل، وجاءت المرأة من عند الرجل، فقالت: إن الرجل قال لي: رأيتُ أباكِ وهو يقول: المال في الحَنِيَّة (٧). قال: فجعلنا نحفِر تحت الحَنِيَّة وفي جوانبها، حتّى لاح لي شَقٌّ، وإذا المالُ فيه.


(١) «في السابعة» ساقط من (ن).
(٢) (ن): «الهدم جاء امرأة فلزمت الفعلة».
(٣) كذا بالمثلثة في (ط، ق، غ، ج). وفي غيرها مهملة.
(٤) كذا بالموحدة في (أ، ب، ط). وفي (ج، غ) بالمثلثة.
(٥) من «والله مالي ... » إلى هنا سقط من (ن).
(٦) (ق): «قضيتك».
(٧) الحنيّة من البناء: ما كان منحنيًا كالقوس. والحنية: الطاق، والقبو. انظر: تكملة المعاجم العربية (٣/ ٣٥٨).