للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا صُعِد بها إلى السماء شيَّعها مُقرَّبو كلِّ سماء حتى تُوضَع بين يدي الله عزَّ وجلَّ عند العرش، فيُخرَج عملُها من عِلِّيين، فيقول الله للمقرَّبين: اشهدوا أنّي قد غفرتُ لصاحب هذا العمل. ويُختَم كتابه، فيُرَدُّ (١) في عِلِّيين، فيقول (٢) الله عز وجل: رُدُّوا روحَ عبدي إلى الأرض، فإنّي وعدتُهم أن أردَّهم فيها». ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: ٥٥].

فإذا وُضِع المؤمن في لحده (٣) فُتح له بابٌ عند رجليه إلى الجنة، فيقال له: انظر إلى ما أعدَّ الله لك من الثواب! ويُفتح له بابٌ عند رأسه إلى النار، فيقال له: انظر ماذا صرف الله عنك من العذاب! ثم يقال له (٤): نَمْ قرير العين! فليس شيء أحبَّ إليه من قيام الساعة».

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا وُضِع المؤمن في لحده تقول له الأرض: إن كنتَ لحبيبًا إليَّ، وأنت على ظهري؛ فكيف إذا صِرتَ اليوم في بطني! سأُريك ما أصنع بك (٥). فيُفسَح له في قبره مدَّ بصره».

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا وُضِع الكافر في قبره أتاه منكر ونكير، فيُجلِسانه، فيقولان له: من ربُّك؟ فيقول: لا أدري. فيقولان له: لا دَريَت! فيضربانه ضربةً، فيصير رمادًا. ثم يُعاد، فيُجلَس، فيقال له: ما قولك في هذا


(١) (ب، ط، ن، ج): «ويرد».
(٢) ما عدا (أ، ق، غ): «ثم يقول».
(٣) (ق، ز): «قبره».
(٤) «له» ساقط من (ب).
(٥) لم يرد «بك» في (أ، غ).