للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيء، ولا يحتاج (١) أن يتعلَّمَ من أحد.

ولا خلافَ بين المسلمين أنَّ الأرواحَ التي في آدم وبنيه وعيسى ومن سواه من بني آدم كلَّها مخلوقةٌ لله، خلَقَها (٢)، وأنشأها، وكوَّنها، واخترعها؛ ثم أضافَها إلى نفسه كما أضاف إليه سائرَ خلقه. قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: ١٣] (٣).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (٤): روحُ الآدمي مخلوقةٌ مبتدَعةٌ (٥) باتِّفاق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة. وقد حَكى إجماعَ العلماء على أنها مخلوقة غيرُ واحد من أئمة المسلمين، مثل محمد بن نصر المروزي الإمام المشهور الذي هو من أعلم أهل زمانه (٦) بالإجماع والاختلاف. وكذلك أبو محمد بن قُتيبة قال في كتاب «اللفظ» (٧) لما تكلَّم على الروح، قال: النَّسَم: الأرواح. قال: وأجمعَ الناس على أنَّ الله تعالى هو فالقُ


(١) في (أ، غ) دون واو العطف قبله. وفي (ط) بعده: «إلى».
(٢) السياق في كتاب الحجة: «مخلوقة. اللهُ خلَقَها».
(٣) هنا انتهى النقل من كتاب المروزي. وقد نقل أبو القاسم التيمي في كتاب الحجة (١/ ٥٠٦ ــ ٥٠٧) هذه الفقرة، ثم الفقرة الأولى، دون قوله: «وقال صنف من الزنادقة ... يتعلم من أحد».
(٤) انظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٢١٦ ــ ٢٢٠).
(٥) ما عدا (أ، غ): «مبدعة».
(٦) «أهل» ساقط من (ب، ج). وفي (ط): «هو أعلم من».
(٧) وهو كتاب الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية. انظر: طبعة دار الراية (٦٦) وطبعة العلمية (٥٦).