للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مالي بالغابة، فأدركني الليل، فأويت إلى قبر عبد الله بن عمرو بن حرام [١١٨ ب]، فسمعت قراءةً من القبر ما سمعتُ أحسنَ منها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ذاك عبد الله، ألم تعلم أنَّ الله قبض أرواحهم، فجعلها في قناديلَ من زَبَرْجَد وياقوت، ثم علَّقها وسط الجنة، فإذا كان الليل رُدَّت إليهم أرواحهم، فلا تزال كذلك حتى إذا طلع الفجر رُدَّت أرواحهم إلى مكانها الذي (١) كانت فيه». ففيه (٢) أربعة أدلة سوى ما تقدم:

أحدها: جعلُها في القناديل.

الثاني: انتقالها من حيِّز إلى حيِّز (٣).

الثالث: تكلُّمها وقراءتها في القبر (٤).

الرابع: وصفها بأنها في مكان.

الثالث والثلاثون: حديث البراء بن عازب، وقد تقدَّم سياقُه (٥). وفيه عشرون دليلاً:

أحدها: قول ملَك الموت لنفسه: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر: ٢٧]. وهذا خطاب لمن يعقل ويفهم (٦).


(١) في جميع النسخ: «التي».
(٢) كذا في (ط، ن). وفي الأصل: «كانت فيه». وفي (ق): «كانت وفيه». وفي غيرها: «كانت ففيه».
(٣) كلمة «حيِّز» تصحف في (ق) إلى «حين» وفي (ب) إلى «خير».
(٤) (ن): «القبور».
(٥) في أول المسألة السادسة.
(٦) هكذا في جميع النسخ الخطية، ولكن في النسخ المطبوعة: «الخطاب لمن يفهم ويعقل».