للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا هبَّت الأرواحُ من نحوِ أرضِكم ... وجدتُ لمَسْراها على كبِدي بَرْدا

ومنها الرَّوح، والرياح، والاستراحة. فسمِّيت النفْسُ رُوحًا لحصول الحياة بها.

وسُمِّيت نفْسًا إما من الشيء النفيس لنفاستها وشرفها، وإما مِن تنفَّسَ الشيءُ إذا خرج (١). فلكثرة خروجها ودخولها في البدن سمِّيتْ نفْسًا. ومنه النَّفَس ــ بالتحريك ــ فإنَّ العبد كلَّما نام خرجَتْ منه، فإذا استيقظ رجعت إليه، فإذا مات خرجت خروجًا كلِّيًا، فإذا دُفنَ عادت إليه، فإذا سُئل خرجتْ، فإذا بُعِث رجعت إليه.

فالفرق بين النفس والروح فرقٌ بالصفات، لا فرق بالذات.

وإنما سُمِّي الدم نفسًا لأن خروجَه الذي يكون معه الموتُ يلازم (٢)


(١) ذكر ابن فارس في المقاييس (٥/ ٤٦٠) أن المادة تدل على خروج النسيم كيف كان، من ريح أو غيرها، وإليه يرجع فروعها. وقال المصنف في مدارج السالكين (٣/ ١٨٦) إن النون والفاء وما يثلثهما تدل حيث وجدت على الخروج والانفصال. وهو قول الزمخشري في الكشاف (١/ ٤١).
(٢) ما عدا (ب، ج، غ): «بلادم»، تصحيف.