للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا يعتقد في كبير ولا صغير، ولا عظيم ولا حقير، فلا نافع له سوى ربه ومعبوده تبارك وتعالى.

يقول الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي (١): "وحيث كان الشرك قبيحًا عقلًا وذوقًا وإنصافًا وعدلًا، إذ هو إهدار لكرامة الإنسان التي كرمه اللَّه بها، وإذلال له حيث يتدنى ويتذلل لمخلوق من ماء مهين مثله، يخضع بين يديه، ويتضرع لديه راجيًا منه وخائفًا كما فيه إهدار لقيمة العقل، العقل الذي شرَّف اللَّه به صاحبه، وجعله مكرمًا ومميزًا به على غيره، وبه يدرك العلوم ويخترع الصنائع ويسخر الطبيعة، ويستخرج منها ما يكون به سيدًا عليها، فهل يليق بالإنسان الذي وهبه اللَّه هذه الصفات أن يسقط نفسه ويذلها لقبر، أو لشجر، أو لكوكب، أو لنار، أو لصنمٍ، أو لبقر؟ - الجواب: لا يليق به، والمراد من الإنسان أن يكون شريفًا، مطاعًا، عزيزًا، أبيًا، لا مهانًا وذليلًا ومستعبدًا للأوهام، والظنون،


(١) هو: أحمد بن حجر بن محمد بن حجر بن أحمد بن حجر بن طامي بن حجر بن سند بن سعدون آل بوطامي البنعلي، من قبيلة بني سلم، ولد عام ١٣٣٥ هـ، الموافق ١٩١٥ م، درس القرآن الكريم طفلًا، وحفظ الكثير من المتون في مختلف العلوم، درس على الشيخ أحمد نور بن عبد اللَّه، والشيخ أحمد بن علي العرفج، وعبد العزيز بن صالح العلجي، وقرأ على شيخ من السودان من بلدة سنار (مصطلح الحديث)، كان شاعرًا أديبًا ألّف الشعر في المسائل العلمية وخاصة العقيدة، بدأ ممارسة القضاء في رأس الخيمة، ثم عين قاضيًا رسميًا للبلاد، ثم تلقى دعوة من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية ليكون مدرسًا في معهد إمام الدعوة بالرياض، وفي عام ١٩٥٨ م عرض عليه أن يتولى القضاء في قطر فهاجر إلى قطر واستقر بها، ومارس التدريس إلى جانب ممارسته للقضاء، من مؤلفاته: جوهرة الفرائض (منظومة)، والدرر السنية في عقد أهل السُّنَّة المرضية (منظومة)، وتطهير الجنان والأركان عن درن الشرك والكفران، والشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه، وغيرها كثير، توفي يوم الثلاثاء الخامس من جمادى الأولى سنة ١٤٢٣ هـ الموافق ١٤/ ٦/ ٢٠٠٢ م عن عمر ناهز الثامنة والثمانين عامًا. [ترجمته في: علماء فقدناهم، لإدارة الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية بدولة قطر].