للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سادسًا: دلَّت القاعدة كذلك على إبطال قول من زعم بأن خلق آدم -عليه السلام- وجميع ما في الكون كان من أجل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ورووا في ذلك خبرًا باطلًا موضوعًا وفيه: (ولولا حمد ما خلقتك) (١).


(١) رواه الحاكم في المستدرك (٢/ ٦٧٢)، رقم (٤٢٢٨)، والطبراني في المعجم الأوسط (٦/ ٣١٣)، برقم (٦٥٠٢)، والبيهقي في دلائل النبوة (٥/ ٤٨٩)، كلهم عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقال: "تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه عنه وهو ضعيف". وقال البخاري: "ضعفه علي جدًّا"؛ يعني: ابن المديني الضعفاء الصغير للبخاري (ص ٧١)، وقال فيه الإمام ابن خزيمة: "وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت بحديثه؛ لسوء حفظه للأسانيد ... " صحيح ابن خزيمة (٣/ ٢٣٣). وقال ابن حبان في زيد بن عبد الرحمن: "لا أدري التخليط منه أو من أبيه؛ لأن أباه ليس بشيء في الحديث" الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (١/ ٣٠٦). وقال ابن الجوزي: "عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يروي عن أبيه، ضعفه أحمد، وعلي، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازي، والنسائي، والدارقطني، وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل: وإسناد الموقوف فاستحق الترك" الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (٢/ ٩٥). وقال الإمام ابن تيمية: "قلت وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيرًا" مجموع الفتاوى (١/ ٢٥٥)، بل الحاكم نفسه قد ضعف عبد الرحمن بن زيد وهذا يدل على تساهله أو غفلته كما بين ذلك الحافظ ابن حجر بقوله: "والحاكم أجل قدرًا، وأعظم خطرًا، وأكبر ذكرًا من أن يذكر في الضعفاء، لكن قيل في الاعتذار عنه: أنه عند تصنيفه للمستدرك كان في أواخر عمره، وذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره، ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع من الاحتجاج بهم، ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها؛ من ذلك أنه أخرج حديثًا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وكان قد ذكره في الضعفاء، فقال: أنه روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه، وقال في آخر الكتاب: فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب ثبت عندي صدقهم؛ لأنني لا أستحل الجرح إلا مبينًا، ولا أجيزه تقليدًا، والذي أختار لطالب العلم أن لا يكتب حديث هؤلاء أصلًا". لسان الميزان (٥/ ٢٣٢).
وقد حكم على الحديث بالضعف أو بالوضع جملة من أهل العلم منهم: الإمام ابن تيمية فقد بين أن هذا الحديث مما أنكر على الحاكم تصحيحه. مجموع الفتاوى (١/ ٢٥٤ - ٢٥٦)، وقال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الله بن مسلم الفهري بأنه روى: "خبرًا باطلًا فيه: (يا آدم لولا محمد ما خلقتك) ميزان الاعتدال في نقد =