للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالله تعالى لم يخلق أحدًا من الإنس والجن من أجل أحد لا ملكًا مقربًا ولا نبيًا مرسلًا، وإنما خلق الله الخلق من أجل عبادته وحده لا شريك له وطاعة رسله -عليهم السلام-.

وقد بيَّن الشيخ الألباني (١) ضعف الحديث من جهة المتن؛ لمعارضته لما هو مقرر في الشريعة، ومتفق عليه بين أهل الإسلام في موضعين، فقال: "الموضع الثاني: قوله في آخره: (ولولا محمد ما


= الرجال (٤/ ١٩٩) ". وقال العلامة ابن عبد الهادي في رده على السبكي: "وإني لأتعجب منه كيف قلد الحاكم فيما صححه من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم الذي رواه في التوسل، وفيه قول الله لآدم: (ولولا محمد ما خلقتك)، مع أنه حديث غير صحيح، ولا ثابت بل هو حديث ضعيف الإسناد جدًّا، وقد حكم عليه بعض الأئمة بالوضع، وليس إسناده من الحاكم إلى عبد الرحمن بن زيد بصحيح، بل هو مفتعل على عبد الرحمن كما سنبينه، ولو كان صحيحًا إلى عبد الرحمن لكان ضعيفًا غير محتج به؛ لأن عبد الرحمن في طريقه، وقد أخطأ الحاكم في تصحيحه وتناقض تناقضًا فاحشًا كما عرف له ذلك في مواضع والله أعلم" الصارم المنكي في الرد على السبكي (ص ٦٠ - ٦١)، وممن ضعف الحديث العلامة الألباني حيث قال: "وقد اتفق عند التحقيق كلام الحفاظ ابن تيمية والذهبي والعسقلاني على بطلان هذا الحديث، وتبعهم على ذلك غير واحد من المحققين" التوسل أنواعه وأحكامه (ص ١٠٨)، وللمزيد يراجع: سلسلة الأحاديث الضعيفة (١/ ٨٨/ ٢٥) وما بعدها، والتوسل أنواعه وأحكامه (ص ١٠٥ - ١١٦).
(١) هو: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني، ولد عام ١٣٣٣ هـ في مدينة (أشقودرة) عاصمة دولة ألبانيا سابقًا، ثم هاجر بصحبة والده إلى دمشق الشام، ثم انتقل إلى المملكة الأردنية، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد والده، ودرس عليه أيضًا التجويد، والنحو والصرف، وفقه المذهب الحنفي، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني، والعلامة بهجة البيطار، وغيرهم، وهو حامل راية الدعوة إلى التوحيد والسُّنَّة في عصرنا، وصاحب المؤلفات العظيمة والتحقيقات القيمة، من أبرزها: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقها وفوائدها، وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، منح جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية عام ١٤١٩ هـ، توفي بالأردن عام ١٤٢١ هـ. [انظر ترجمته في: (علماء الشام في القرن العشرين) (١٧٣ - ١٨٦)، لمحمد الناصر].