للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعليكم بالاتباع لأئمة الهدى المعروفين، فقد قال بعض من مضى: كم من أمر هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكرًا عند من مضى، ومتحبب إليه بما يبغضه عليه، ومتقربٍ إليه بما يبعده منه، وكل بدعة عليها زينة وبهجة" (١).

كما أن تتبع هذه الآثار من أعظم أسباب الفتنة، والشيطان حريص على إيقاع المسلم فيما يبعده عن ربه تبارك وتعالى، وأعظم ما يحرص عليه الشيطان تلبيس الدين على أهل الإسلام بإيقاعهم في البدع والشرك بالله العظيم.

ولذا كان أمن الفتنة، وسد باب الذريعة من أعظم الأسباب التي دعت عمر -رضي الله عنه- لقطع الشجرة التي كان ينتابها أصحابه، ولا شك أن سد ذرائع الشر، وقفل أسباب الفتن من أعظم أصول هذه الشريعة (٢).

يقول عيسى بن يونس (٣) مفتي أهل طرسوس (٤) عن قطع عمر للشجرة: "قطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة" (٥).


= ست وتسعين ومائة. [انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ (١/ ٣٠٦)، ومشاهير علماء الأمصار (ص ١٧٣)].
(١) انظر: البدع والنهي عنها لابن وضاح (ص ٤٣).
(٢) سيأتي الكلام عن قاعدة: سد ذرائع الشرك (ص ٩٦٣).
(٣) هو: عيسى بن يونس ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله، الإمام، القدوة، الحافظ، الحجة، أبو عمرو وأبو محمد، الهمداني، السبيعي، الكوفي، كان واسع العلمن كثير الرحلة، وافر الجلالة، واتفقوا على توثيقه، مات سنة تسع وثمانين ومائة. [انظر: سير أعلام النبلاء (٨/ ٤٨٩ - ٤٩٢)، ومشاهير علماء الأمصار (ص ١٨٦)].
(٤) طَرَسُوس بفتح أوله وثانيه، وسينين مهملتين بينهما واو ساكنة، بوزن قَرَبُوس: كلمة أعجمية رومية، ولا يجوز سكون الراء إلا في ضرورة الشعر، قيل: إن مدينة طرسوس أحدثها سليمان خادم الرشيد، وهي مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم. [انظر: معجم البلدان (٤/ ٢٨)].
(٥) البدع والنهي عنها (ص ٤٢).