للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في جواب سؤال عن دار الأرقم وجعلها مزارًا أو مكتبة، أو متحفًا: "أما اتخاذ دار الأرقم بن أبي الأرقم (١) مزارًا للوافدين إلى البيت الحرام يتبركون به بأي وسيلة كان ذلك، سواء كانت إعلان كتابة دار الأرقم عليها وفتحها للزيارة، أو اتخاذها مكتبة، أو متحفًا، أو مدرسة، فهذا أمر لم يسبق إليه الصحابة الذين هم أعلم بما حصل في هذه الدار من الدعوة إلى الإسلام والاستجابة لها؛ بل كانوا يعتبرونها دارًا للأرقم، له التصرف فيها شأن غيرها من الدور، وكان الأرقم نفسه يرى هذا الرأي حتى إنه تصدق بها على أولاده، فكانوا يسكنون فيها" (٢).

ويقول الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز: "ولو كان تعظيم الآثار بالوسائل التي ذكرها الكاتب وأشباهها مما يحبه الله ورسوله لأمر به -صلى الله عليه وسلم-، أو فعله أصحابه الكرام -رضي الله عنهم-، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الدين، بل هو من المحدثات التي حذر منها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحذر منها أصحابه -رضي الله عنهم-" (٣).

ويقول -رحمه الله- أيضًا: "ولو كان إحياؤها أو زيارتها أمرًا مشروعًا لفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة وبعد الهجرة، أو أمر بذلك، أو فعله أصحابه،


(١) هو: الأرقم بن أبي الأرقم بن عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن مرة بن كعب أبو عبيد الله القرشي المخزومي، أحد السابقين، استخفى النبي -صلى الله عليه وسلم- بداره المعروفة بدار الخيزران عند الصفا حين دخل عليه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأسلم، نفله النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر سيفًا، واستعمله على الصدقات، وهو ممن شهد بدرًا وأحدًا، والمشاهد كلها، وأقطعه النبي -صلى الله عليه وسلم- دارًا بالمدينة، مات سنة ٥٣ هـ، وقيل: سنة ٥٥ هـ، وقيل: يوم توفي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، ودفن بالبقيع عن بضع وثمانين سنة، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بوصيته. [انظر ترجمته في: مشاهير علماء الأمصار (ص ٣١)، والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (١/ ١٦٥)].
(٢) فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (١/ ١٥٢) وما بعدها.
(٣) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، للشيخ ابن باز (١/ ٤٠٣ - ٤٠٤).