للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأحجار؛ كالعزى ومناة من ضمن فعل أولئك المشركين مع تلك الأوثان، فمن فعل مثل ذلك واعتقد في قبر، أو حجر، أو شجر، فقد ضاهى عبَّاد هذه الأوثان فيما كانوا يفعلونه معها من هذا الشرك، على أن الواقع من هؤلاء المشركين مع معبوديهم أعظم مما وقع من أولئك. فالله المستعان" (١).

ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: "وكذلك البركة لا تطلب إلا من الله، وطلبها من غير الله شرك" (٢).

ويقول رَحِمَهُ الله في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩)} [النجم: ١٩]: "دلت الآية على أن الله تعالى أنكر على المشركين ما كانوا يفعلونه عند هذه الأوثان، وذلك أنهم كانوا يعتقدودن حصول البركة بتعظيمها، ودعائها، والاستعانة بها، والاعتماد عليها في حصول ما يرجونه منها، ويؤملونه ببركتها وشفاعتها، وغير ذلك" (٣).

وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حكم من يتبرك بالأشجار والأحجار: "وحكمه أنه مشرك الشرك الأكبر، لكونه تعلق على غير الله في حصول البركة من غيره، وإن كان الله جعل فيه بركة" (٤).

وقد ردّ الشيخ النجمي -حفظه الله- على من قال بأن التبرك: معلوم من الدين وسير السلف الصالح، قال: "نعم معلوم من الدين منعه وتحريمه، وجعله من التاله لغير الإله الحى الذي انفرد بالنفع والضر، ومن المعلوم أن الكفار حينما علقوا أسلحتهم بالشجرة زاعمين أنها تبارك هذه الأسلحة قد طلبوا البركة من غير مصدرها، وطلبوا النصر من غير


(١) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (ص ١٠٣)، وانظر: الدر النضيد على أبواب التوحيد، للشيخ سليمان الحمدان (ص ٩٠).
(٢) فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (١/ ١١٥)، رقم (٦٢).
(٣) المصدر نفسه (١/ ١٢٤) رقم (٦٣).
(٤) حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن قاسم (ص ٩٠).