للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حصل له من بركة الرسول بسب إيمانه وطاعته من خير الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله" (١).

وأما غير الأنبياء من أهل العلم والصلاح والاستقامة فيتبرك بعلمهم وعملهم كذلك، مع العلم أن بركتهم أصلها وأساسها هو طاعتهم للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فيتبرك بأخذ العلم عنهم، الذي أساسه نصوص الشرع، ويقتدى كذلك بعملهم الذي وافقوا فيه السُّنَّة، واعتمدوا فيه على الشرع والدليل.

يقول الإمام ابن تيمية: "وقول القائل: ببركة الشيخ، قد يعنى بها دعاءه، وأسرع الدعاء إجابة دعاء غائب لغائب، وقد يعنى بها بركة ما أمره به، وعلمه من الخير، وقد يعنى بها بركة معاونته له على الحق وموالاته في الدين، ونحو ذلك، وهذه كلها معانٍ صحيحة" (٢).

ويقول رَحِمَهُ الله: "فبركات أولياء الله الصالحين باعتبار نفعهم للخلق؛ بدعائهم إلى طاعة الله، وبدعائهم للخلق، وبما ينزل الله من الرحمة، ويدفعِ من العذاب بسببهم، حق موجود فمن أراد بالبركة هذا، وكان صادقًا فقوله حق" (٣).

ويقول الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله -: "فكل مسلم فيه بركة، وهذه البركة ليست بركة ذات، وإنما هي بركة عمل (٤)، وبركة ما معه من الإسلام والإيمان، وما في قلبه من الإيقان والتعظيم لله - جلَّ وعلا - والإجلال له، والاتباع لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، فهذه البركة التي في العلم أو العمل، أو الصلاح: لا تنتقل من شخص إلى آخر، وعليه فيكون معنى


(١) مجموع الفتاوى (١١/ ١٣١).
(٢) مجموع الفتاوى (٢٧/ ٩٦).
(٣) مجموع الفتاوى (١١/ ١١٣ - ١١٤).
(٤) هذا الإطلاق فيه نظر، والصحيح أن بركة المسلم بركة ذات ومعنى، وانظر: ما سبق تقريره.