للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التبرك بأهل الصلاح هو الاقتداء بهم في صلاحهم، والتبرك بأهل العلم هو الأخذ من علمهم والاستفادة منه وهكذا، ولا يجوز أن يتبرك بهم بمعنى أن يتمسح بهم، أو يتبرك بريقهم" (١).

وعلة المنع من ذلك هو عدم ورود الدليل الدال على مشروعية التماس البركة عن طريق أبدانهم، وإن كانت ذواتهم مباركة في نفسها.

ثم هي لا تستطيع أن تفيض على غيرها البركة؛ لأن إفاضة البركة على الغير هو فعل الله تعالى، ولا يتأتى ذلك إلا بنص.

٢ - تبرك خاص: وهو يتعلق بالأنبياء والمرسلين فحسب، وليس له تعلق بأهل العلم والصلاح من غير الأنبياء، بل هو خاص بالرسل الكرام عليهم السلام، فقد شرع الله لنا التماس البركة في أجسادهم وما انفصل منها، في حياتهم وبعد مماتهم، وعليه يجوز التبرك بكل ما ثبت من ذلك (٢).

يقول الشيخ صالح آل الشيخ عند كلامه على بركة الأنبياء والرسل: "فهؤلاء بركتهم بركة ذاتية، يعني: أن أجسامهم مباركة، فالله - جلَّ وعلا - هو الذي جعل جسد آدم مباركًا، وجعل جسد إبراهيم عليه السلام مباركًا، وجعل جسد نوح مباركًا، وهكذا جسد عيسى، وموسى، -عليهم جميعًا الصلاة والسلام- جعل أجسادهم جميعًا مباركة، بمعنى: أنه لو تبرك أحد من أقوامهم بأجسادهم، إما بالتمسح بها، أو بأخذ عرقها، أو بالتبرك ببعض أشعارهم، فهذا جائز، لأن الله جعل أجسادهم مباركة بركة متعدية، وهكذا نبينا محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- جسده -أيضًا- جسد مبارك" (٣).


(١) التمهيد لشرح كتاب التوحيد (ص ١٢٧).
(٢) انظر: المفهم لم أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٥/ ٢٧٦).
(٣) التمهيد لشرح كتاب التوحيد (ص ١٢٥).