للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (٩٣)} [هود: ٩٣].

٢ - كما أن الحديث ضعيف من ناحية السند لا يثبت، وحكم عليه أهل العلم بالنكارة والضعف (١).

يقول الشيخ الألباني بعد ذكره للحديث وتضعيفه: "ومما ينكر في هذا الحديث قوله: (ما أبكي شوقًا إلى جنتك، ولا خوفًا من النار)!، فإنَّها فلسفة صوفية، اشتهرت بها رابعة العدوية، إن صح ذلك عنها، فقد ذكروا أنها كانت تقول في مناجاتها: (رب! ما عبدتك طمعًا في جنتك، ولا خوفًا من نارك). وهذا كلام لا يصدر إلا ممن لم يعرف الله تبارك وتعالى حق معرفته، ولا شعر بعظمته وجلاله، ولا بجوده وكرمه، وإلا لتعبده طمعًا فيما عنده من نعيم مقيم، ومن ذلك رؤيته تبارك وتعالى، وخوفًا مما أعده للعصاة والكفار من الجحيم والعذاب الأليم، ومن ذلك حرمانهم النظر إليه كما قال: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥)} [المطففين: ١٥]، ولذلك كان الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- وهم


(١) في السند عدة علل منها: إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الأستراباذي، قال ابن طاهر: (بان كذبه ومزقوا حديثه)، وقال عنه الخطيب: (ولم يكن موثوقًا به في الرواية)؛ ولذلك حكم على الحديث بأنه منكر، ورواه ابن عساكر من طريق علي بن الحسن بن بندار والد إسماعيل كما رواه إسماعيل فبرئ إسماعيل من عهدته، لكن والده أيضأ ضعيف، قال عنه الذهبي: (اتهمه محمد بن طاهر، وقال ابن النجار: ضعيف)، ولذا حكم الحفاظ على الحديث بالضعف: قال الإمام السمعاني بعد ذكره: (والخبر غريب)، وقال الذهبي: (هذا حديث باطل لا أصل له)، وقال ابن الجوزي: (هذا حديث لا أصل له)، وقال ابن كثير بعد ذكره للحديث: (وهو غريب جدًّا، وقد ضعفه الخطيب البغدادي)، وقال عنه الشيخ الألباني: (ضعيف جدًّا). [انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (٣٠/ ١٧٢)، وتاريخ بغداد للخطيب (٦/ ٣١٥)، والبداية والنهاية لابن كثير (١/ ١٨٨)، والعلل المتناهية لابن الجوزي (١/ ٦٠)، وميزان الاعتدال للذهبي (١/ ٣٩٩)، وتفسير السمعاني (٤/ ١٣٥)، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، (٢/ ٤٢٥) برقم (٩٩٨)].