للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اعتقد أن العبادة لا تكون إلا لحصول نفع، أو دفع شر، ولذا ثبت عنه أنه كان يعلم أصحابه ذلك، كما جاء عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمها هذا الدعاء "اللَّهُمَّ إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللَّهُمَّ إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا" (١).

كما جاء في "الصحيح" من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع: يقول: اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال" (٢).

بل كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن كما ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) (٣).

وثبت عنه عليه السلام أنه: (قال لرجل: كليف تقول في الصلاة؟ قال:


(١) رواه الإمام أحمد في مسند عائشة (٦/ ١٣٣)، برقم (٢٥٠٦٣)، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الدعاء، باب: ما علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة أن تدعو به (٦/ ٤٤)، برقم (٢٩٣٤٥)، ورواه ابن ماجه في سننه، كتاب الدعاء، باب: الجوامع من الدعاء (٢/ ١٢٦٤)، برقم (٣٨٤٦)، وصححه الشيخ الألباني. [انظر: السلسلة الصحيحة (٤/ ٥٦) برقم (١٥٤٢)].
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: ما يستعاذ منه في الصلاة (١/ ٤١٢)، برقم (٥٨٨).
(٣) رواه أبو داود في سننه، كتاب: باب: (٢/ ٩٠)، برقم (١٤٥٢).