للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وريحانة تهتز، وزوجة حسناء، وفاكهة نضيجة، وقصر مشيد، ونهر مطرد، ... " الحديث، فقال الصحابة -رضي الله عنهم-: يا رسول الله، نحن المشمرون لها، فقال: "قولوا: إن شاء الله" (١) ".

ولو ذهبنا نذكر ما في السُّنَّة من قوله: من عمل كذا وكذا أدخله الله الجنة؛ تحريضًا على عمله لها، وأن تكون هي الباعثة على العمل، لطال ذلك جدًا، وذلك في جميع الأعمال، فكيف يكون العمل لأجل الثواب، وخوف العقاب معلولًا ..

وأيضًا فالله سبحانه يحب من عباده أن يسألوه جنته، ويستعيذوا به من ناره، فإنَّه يحب أن يسأل، ومن لم يسأله يغضب عليه، وأعظم ما سئل الجنة، وأعظم ما استعيذ به من النار، فالعمل لطلب الجنة محبوب للرب، مرضي له، وطلبها عبودية للرب، والقيام بعبوديته كلها أولى من تعطيل بعضها.

وإذا خلا القلب من ملاحظة الجنة والنار، ورجاء هذه، والهرب


(١) أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب: صفة الجنة (٢/ ١٤٤٨)، برقم (٤٣٣٢)، وابن حبان في صحيحه، باب: وصف الجنة وأهلها (١٦/ ٣٨٩)، برقم (٧٣٨١)، والبزار في مسنده (٧/ ٤٣)، برقم (٢٥٩١)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٢٨٣)، برقم (٥٦٥٤)، كلهم من رواية محمد بن مهاجر، عن الضحاك المعافري، عن سليمان بن موسى عنه، والضحاك: قال عنه الحافظ مقبول، وقال الذهبي: لا يعرف، ووثقه ابن حبان في الثقات. وقال عنه الإمام المنذري: (والضحاك: لم يخرج له من أصحاب الكتب الستة أحد غير ابن ماجه، ولم أقف فيه على جرح ولا تعديل لغير ابن حبان، بل هو في عداد المجهولين)، وقال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي إلا أسامة، ولا نعلم له طريقًا عن أسامة إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن الضحاك المعافري إلا هذا الرجل: محمد بن مهاجر). [انظر: الترغيب و الترهيب (٤/ ٢٨٤)، ومسند البزار (٧/ ٤٥)، وتقريب التهذيب (ص ٢٨٠)، برقم (٢٩٨١)، والمغني في الضعفاء (١/ ٣١٢)، برقم (٢٩١٧)، والثقات (٨/ ٣٢٥)، برقم (١٣٦٨٨)]، والحديث ضعفه الشيخ الألباني. [انظر: السلسلة الضعيفة (٧/ ٣٧٠)، برقم (٣٣٥٨)].