للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قصد، أو عنى، فإنَّها متقاربة المعاني حتى يكاد يجزم بينها بالترادف" (١).

وبهذا يتضح أن النية الشرعية هي إرادة متوجهة نحو الفعل ابتغاء لوجه الله، وامتثالًا لحكمه، فهي قصد العبادة والتقرب إلى الله تعالى في إيجاد الفعل (٢).

هذا هو معناها في الشرع، وفيما يلي أنقل بعض ما وقفت عليه من تعريفات العلماء لها: قيل: هي العزم على فعل الشيء تقربًا إلى الله (٣).

وعرَّفها البهوتي (٤) بأنها: "عزم القلب على فعل العبادة، تقربًا إلى الله تعالى، بأن يقصد بعمله الله تعالى دون شيء آخر؛ من تصنع لمخلوق، أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبة مدح منهم، أو نحوه" (٥).

وقال القرطبي رحمه الله في بيان حقيقة النية: "وحقيقتها: قصد التقرب إلى الآمر، بفعل ما أمر به، على الوجه المطلوب منه" (٦).

وقال الشوكاني: "والمراد بالنية: قصد تأدية تلك العبادة التي شرعها الله سبحانه لعباده، على الوجه المطلوب منهم" (٧).

ويقول الشيخ أحمد الدهلوي: "أقول النية: القصد والعزيمة، والمراد ههنا: العلة الغائية التي يتصورها الإنسان فيبعثه على العمل؛ مثل طلب ثواب من الله، أو طلب رضا الله، والمعنى ليس للأعمال أثر في


(١) الأمنية في إدراك النية (ص ١٢).

(٢) انظر: الكليات للكفوي (ص ٩٠٢).
(٣) انظر: المطلع على أبواب المقنع (ص ٦٩).
(٤) هو: منصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن إدريس البهوتي الحنبلي: شيخ الحنابلة بمصر في عصره، نسبته إلى (بهوت) في غربية مصر، ولد سنة ١٠٠٠ هـ، له كتب، منها: الروض المربع شرح زاد المستقنع المختصر من المقنع، وكشاف القناع عن متن الإقناع للحجاوي، ودقائق أولي النهي لشرح المنتهى، وغيرها، توفي سنة ١٠٥١ هـ. [ترجمته في: الأعلام للزركلي (٧/ ٣٠٧)].
(٥) كشاف القناع (١/ ٣١٣).
(٦) تفسير القرطبي (١/ ١٧٦).
(٧) السيل الجرار للشوكاني (١/ ٢١١).