للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنهم من عرَّف النية بالإخلاص، ومن ذلك:

قول الزبيدي -رحمه الله- في معنى حديث: "ولكن جهاد ونية": "والمراد بالنِّيّة: إِخلاصُ العَمَلِ لله تعالى" (١).

وقال الإمام ابن تيمية: "وأما النية: التي هي إخلاص الدين لله، فقد تكلم الناس في حدها، وحد الإخلاص" (٢).

ومما ينبغي التنبيه عليه أن كلا النيّتين واجبة ومقصودة للشارع، سواء نية قصد العبادة، التي تتضمن تمييز العبادة عن العادة، وتمييز مراتب العبادات.

أو نية قصد المعبود التي يتميز فيها المعبود عن المعبود.

أما بالنسبة لنية قصد العبادة التي تتضمن تمييز العبادة عن العادة، أو عن غيرها من العبادات، فهي واجبة في الجملة، على خلاف وتفصيل في بعض الصور يرجع إليه في كتب الفقه.

وأما الثانية: وهي نية قصد المعبود فهي واجبة بالجملة، فلا توجد عبادة؛ سواء كانت قولية، أو فعلية، أو اعتقادية إلا ويشترط في صحتها قصد المعبود، وإفراده بالعبادة دون ما سواه، وإلا كانت فاسدة وباطلة.

يقول الإمام ابن تيمية: "والذي يجب أن يكون العمل له هو الله سبحانه وحده لا شريك له، فإن هذه النية-[أي: نية قصد المعبود]- فرض في جميع العبادات، بل هذه النية أصل جميع الأعمال، ومنزلتها منها منزلة القلب من البدن، ولا بد في جميع العبادات أن تكون خالصة لله سبحانه، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢)} [الزمر: ٢]، وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (١١)} [الزمر: ١١] ... " (٣).


(١) تاج العروس (٧/ ٥٣٧). وانظر: النهاية في غريب الأثر (١/ ٢١٩).
(٢) مجموع الفتاوى (١٨/ ٢٦٠).
(٣) شرح العمدة (٤/ ٥٧٦).