للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالكلمة الجامعة وهي قاعدة عامة، وقضية كلية، تجمع أنواعًا وأفرادًا، وتدل دلالتين؛ دلالة طرد ودلالة عكس (١) " (٢).

ويقول الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (٣): "ومن أعظم ما منَّ الله به عليه -صلى الله عليه وسلم- وعلى أمته إعطاء جوامع الكلم، فيذكر الله تعالى في كتابه كلمة واحدة تكون قاعدة جامعة يدخل تحتها من المسائل ما لا يحصر، وكذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد خصه الله بالحكمة الجامعة، ومن فهم هذه المسألة فهمًا جيدًا فهم قول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣]، وهذه الكلمة أيضًا من جوامع الكلم؛ إذ الكامل لا يحتاج إلى زيادة، فعلم منه بطلان كل محدث بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ... " (٤).


(١) ينقسم القياس إلى قياس طرد وقياس عكس: فقياس الطرد: هو ما اقتضى إثبات الحكم في الفرع لثبوت علة الأصل فيه، وقياس العكس: هو ما اقتضى نفي الحكم عن الفرع لنفي علة الحكم فيه. يقول ابن تيمية -رحمه الله-: "وما أمر الله به من الاعتبار في كتابه يتناول قياس الطرد وقياس العكس، فإنه لما أهلك المكذبين للرسل بتكذيبهم، كان من الاعتبار أن يُعلم أن من فعل مثل ما فعلوا أصابه مثل ما أصابهم (قياس الطرد) فيتقي تكذيب الرسل حذرًا من العقوبة"، [مجموع الفتاوى (٩/ ٢٣٩).
ويعلم أن من لم يكذب الرسل لا يصيبه ذلك (قياس العكس).
(٢) إعلام الموقعين (١/ ٣٣٣).
(٣) شيخ الإسلام الإمام المجدد المصلح محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي النجدي، أبو عبد الله، ولد عام ١١١٥ هـ بالعيينة من بلاد نجد، ورحل إلى المدينة ومكة والعراق وغيرها، كان من المجددين للدعوة السلفية في الجزيرة العربية بمساعدة الأمير محمد بن سعود، ولا زالت آثار دعوته المباركة لا ينكرها إلا أهل مغرور أو حاقد قتله الحسد، له مصنفات كثيرة ونافعة؛ منها كتاب التوحيد وهو أعظمها، وكشف الشبهات والأصول الثلاثة، وغيرها من الكتب التي لا يستغني عنها أحد، توفي - رحمه الله - عام ١٢٠٦ هـ. [نظر ترجمته في: روضة الأفكار (١/ ٢٥ - ٢٦)، عنوان المجد (١/ ٨٩ - ٩٦)، وعقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية، لمعاني الشيخ صالح العبود (ص ٦٥ - ١٥٢)].
(٤) أربع قواعد تدور الأحكام عليها، للإمام محمد بن عبد الوهاب (ص ١٠).