للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكونه يستحق الإلهية مستلزمًا لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبودًا محبوبًا لذاته إلا هو، وكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل، وعبادة غيره، وحب غيره يوجب الفساد" (١).

ويقول أيضًا: "فالتوحيد الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه، هو أن يعبد الله وحده لا شريك له، فهو توحيد الألوهية وهو مستلزم لتوحيد الربوبية، وهو أن يعبد الحق رب كل شيء. فأما مجرد توحيد الربوبية، وهو شهود ربوبية الحق لكل شيء، فهذا التوحيد كان في المشركين، كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦)} [يوسف: ١٠٦] " (٢).

ويقول -رحمه الله-: "إن الإلهية تستلزم الربوبية" (٣).

ويقول الإمام ابن القيم: "لأن الرضا بتجريد ربوبيته يستلزم تجريد عبادته، كما أن العلم بتوحيد الربوبية يستلزم العلم بتوحيد الإلهية" (٤).

ويقول أيضًا: "والإلهية التي دعت الرسل أممهم إلى توحيد الرب بها: هي العبادة والتأليه، ومن لوازمها توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون فاحتج الله عليهم به؛ فإنه يلزم من الإقرار به الإقرار بتوحيد الإلهية" (٥).

ويقول -رحمه الله- مبينًا استلزام الربوبية التامة الصحيحة لتوحيد العبادة: "والربوبية التامة تستلزم توحيده، وأنه الذي لا تنبغي العبادة والحب والخوف والرجاء والإجلال والطاعة إلا له" (٦).

ولذا نص -الإمام المجدد- الشيخ محمد بن عبد الوهاب على أن الخلل في الإلهية ناتج عن خلل وانحراف في الربوبية، إذ لو كانت كاملة


(١) اقتضاء الصراط المستقيم (٤٦١).
(٢) الاستقامة (٢/ ٣١).
(٣) مجموع الفتاوى (٢/ ٤٣٣).
(٤) مدارج السالكين (٢/ ١٨٢).
(٥) إغاثة اللهفان (٢/ ١٣٥).
(٦) زاد المعاد (٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤).