للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجاهل، والدفع بالتي هي أحسن، والخوف من الله وحده، والصبر، والشكر، ونحوها، ونهي عن مساوئ الأخلاق؛ من الفحشاء والمنكر والبغي، والقول بغير علم، والتطفيف في المكيال والميزان، والفساد في الأرض والزنا، والقتل، والوأد، وغير ذلك مما كان سائرًا في دين الجاهلية، وإنما كانت الجزئيات المشروعات بمكة قليلة، والأصول الكلية كانت في النزول والتشريع أكثر" (١).

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (٢) فيما وضعه جده الإمام من القواعد والمسائل: "والجهل بما فيها من الأصول هلاك وضلال؛ فلا يصح إسلام أحد إلا بمعرفة ما تضمنته هذه الأصول والقواعد" (٣).

ج - ومما يدل على أهمية القواعد في جميع العلوم أنها تضبط الأمور المنتشرة الكثيرة، وتجمع النظائر والأشباه، فتعرف الصفات الجامعة بين الجزئيات المتعددة، وعن طريقها يحصل التفريق بين المسائل المتشابهة.


(١) الموافقات (٣/ ١٠٢ - ١٠٣).
(٢) هو: الإمام العالم العلامة، الحبر البحر الفهَّامة، مفيد الطالبين، مرجع الفقهاء، العام الرَّباني، والمجدد الثاني، الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي، ولد عام ١١٩٦ هـ بالدرعية، قرأ على جده كتاب التوحيد، وآداب المشي إلى الصلاة وحضر عليه مجالس كثيرة، عمل على نشر الدعوة السلفية، وانتهت إليه رئاسة علماء نجد، وتخرج به خلائق كثيرون، منهم: ابناه: الشيخ عبد اللطيف، والشيخ إسماعيل، وكذلك الشيخ صالح الشثري، وخلق كثير، له مصنفات منها: فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد، وقرة عيون الموحدين، وغيرها، توفي - رحمه الله - في سنة ٢٨٥ اهـ. [انظر ترجمته: مقدمة فتح المجيد نقلًا عن عنوان المجد لابن بشر].
(٣) الدر السنية في الأجوبة النجدية (١١/ ٣٦٥)، وليس قصد الشيخ عبد الرحمن بن حسن الجهل بذات القواعد التي وضعها الشيخ بحروفها وألفاظها، وإنما المقصود الجهل بتوحيده -سبحانه وتعالى-، وعدم العلم بأصول هذا التوحيد وقواعده.