للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول ابن رجب (١) في مقدمة كتاب "القواعد": "فهذه قواعد مهمة، وفوائد جمة، تضبط للفقيه أصول المذهب، وتطلعه من مآخذ الفقه على ما كان عنه قد تَغَيَّب، وتنظم له منثور المسائل في سلك واحد، وتقيد له الشوارد، وتقرب عليه كل متباعد" (٢).

ويقول الشيخ السعدي (٣): "ومعلوم أن الأصول والقواعد للعلوم بمنزلة الأساس للبنيان، والأصول للأشجار، لا ثبات لها إلا بها، والأصول تبني عليها الفروع، والفروع تثبت وتقوى بالأصول، وبالقواعد والأصول يثبت العلم ويقوى وينمى نماءً مطردًا، وبها تُعرف مآخذ الأصول، وبها يحصل الفرقان بين المسائل التي تشتبه كثيرًا، كما أنها تجمع النظائر والأشباه التي من جمال العلم جمعها، ولها من الفوائد الكثيرة غير ما ذكرنا" (٤).


(١) هو: عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي البغدادي الدمشقي الفقيه، الزاهد البارع الأصولي المحدث. له مصنفات كثيرة منها: فتح الباري شرح صحيح البخاري لم يكمله، وذيل طبقات الحنابلة، والقواعد الفقهية، وجامع العلوم والحكم، توفي سنة ٧٩٥ هـ. [انظر ترجمته في: شذرات الذهب (٦/ ٣٣٩)، والجوهر المنضد (ص ٤٦)].
(٢) القواعد، لابن رجب (ص ٣).
(٣) هو: العلامة الورع الزاهد، الفقيه الأصولي المحقق المدقق الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي. من نواصر بني تميم، من بني عمرو أحد البطون الكبار من قبيلة بني تميم الشهيرة، من مؤلفاته: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، والدرة البهية في شرح القصيدة ناصر بن حمد آل سعدي. من نواصر بني تميم، من بني عمرو أحد البطون الكبار من قبيلة بني تميم الشهيرة، من مؤلفاته: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، والدرة البهية في شرح القصيدة التائية، وتوضيح الكافية الشافية، وغيرها، توفي - رحمه الله - عام ١٣٧٦ هـ. [انظر ترجمته في: علماء نجد خلال ستة قرون، للبسام (٢/ ٤٢٢)، و (الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة): للأستاذ الدكتور عبد الرزاق البدر.
(٤) طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول، للعلامة السعدي (ص ٥ - ٦)، دار الآثار - صنعاء، ودار البصرة - الإسكندرية.