للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول الشيخ المعلمي (١): "وأما الفريق الثاني فمنهم مشركو العرب، فإنهم كانوا يعترفون بأن الله هو الخالق والرازق والمدبر إلى غير ذلك، وفي كتاب الله تعالى الشهادة عليهم بذلك في مواضع كثيرة، منها: قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٣٢)} [يونس: ٣١، ٣٢] ثم ذكر آيات كثيرة ثم قال: "ففي هذه الآيات أن المشركين كانوا معترفين بوجود الله عَزَّ وجَلَّ، وأنه الذي يرزقهم من السماء والأرض، والذي يملك السمع والأبصار، والذي يخرج الحيّ من الميت، ويخرج الميّت من الحيّ، والذي يدبر الأمر، والذي له السموات والأرض، وأنه رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، وأنه بيده ملكوت كل شيء، وأنه يجير ولا يجار عليه، وأنه الذي خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر، وأنه الذي ينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها، وأنه العزيز العليم، وفي القراَن آيات كثيرة تشهد على المشركين باعترافهم بتفرد الله عَزَّ وَجَلَّ بما تقدم من الصفات وغيرها، وإن لم يكن ذلك مثل ما تقدم في الصراحة" (٢).


(١) هو: عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي العتمي، ولد سنة ١٣١٣ هـ، من بلاد عتمة باليمن، وسافر إلى جيزان (سنة ١٣٢٩ هـ) وتولى رئاسة القضاة ولقب بشيخ الإسلام، ثم سافر إلى الهند وعمل في دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، مصححًا كتب الحديث والتاريخ، وعاد إلى مكة، فعين أمينًا لمكتبة الحرم المكي، من مصنفاته: طليعة التنكيل؛ وهو مقدمة كتابه التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل، والأنوار الكاشفة في الرد على كتاب (أضواء أهل السُّنَّة) لمحمود أبي رية، ومحاضرة في كتب الرجال، وكتاب العبادة (بعضه مخطوط)، وله رسائل في تحقيق بعض المسائل، ما زالت مخطوطة، وغيرها، توفي سنة ١٣٨٦ هـ، ودفن بمكة. [ترجمته في: الأعلام للزركلي (٣/ ٣٤٢)].
(٢) مخطوط: (العبادة) للمعلمي (لوحة/ ٤٦٠ - ٤٦٣).