للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالعبادة. قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)} [البقرة: ٢١]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله"، وذلك يتضمن الإقرار به، وعبادته وحده، فإن الإله هو المعبود، ولم يقل: حتى يشهدوا أن لا رب إلا الله، فإن اسم الله أدل على مقصود العبادة له، التي لها خلق الخلق، وبها أمروا" (١).

ويقول العلامة المعصومي: "اعلم أن (لا إله إلا الله) هي الكلمة الفارقة بين الكفر والإسلام، فمن قالها -عالمًا بمعناها، ومعتقدًا إياها- فقد دخل في الإسلام وصار من أهل دار السلام (الجنة)، وأما من قال: (لا خالق إلا الله)، أو (لا رازق إلا الله)، أو (لا رب إلا الله)، أو (لا موجود إلا الله)، أو (الله موجود)، أو نحو ذلك فلا يكون مسلمًا، ولا يكون من أهل دار السلام، وهذه الكلمات- وإن كانت حقًا لكن يشترك في القول بها سائر الناس، من المشركين والمجوس، والنصارى، واليهود، وغيرهم ... فما يتداوله العوام، ومن يدعي العلم والدين من الطغام من قولهم: (اللّه موجود)، أو (لا رب إلا الله)، أو (لا خالق إلا الله)، أو نحو ذلك، فليس من خصائص دين الإسلام، ولا من خصائص المسلمين، بل يشترك فيه المشركون، واليهود، والنصارى، والمجوس، فتنبه وتدبر، ولا تكن أعمى، وأصم، تقلّد كل ناعق وناهق" (٢).

فبيَّن رحمه الله أن: لا إله إلا الله هي الفارقة بين الإسلام والشرك، فلا يعتبر إسلام الكافر إلا بقولها، ولو كان الرب بمعنى الإله، أو كان الإله بمعنى الخالق، أو الرازق، أو الموجود لم يكن لـ (لا إله إلا الله) خاصية في اعتبار الدخول في الإسلام دون غيرها.


(١) مجموع الفتاوى (٢/ ١٣ - ١٤).
(٢) مفتاح الجنة (ص ٤٠ - ٤١).