للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)} [آل عمران: ١٨].

وفي "الصحيح" عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا اللّه دخل الجنة" (١).

وقد تضمنت هذه النصوص الأمر أولًا بالعلم بلا إله إلا اللّه، وأن الذين يملكون الشفاعة في الآخرة هم أهل العلم بالحق وهو لا إله إلا اللّه، كما خص اللّه تعالى أهل العلم دون بنية الناس بالشهادة بالقسط وبلا إله إلا اللّه، وأن الجنة لا يدخلها إلا من كان عالمًا بلا إلي إلا اللّه.

يقول الشيخ السعدي: " {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ}: أي: نطق بلسانه مقرًا بقلبه، عالمًا بما يشهد به، ويشترط أن تكون شهادته بالحق: وهي الشهادة لله تعالى بالوحدانية، ولرسله بالنبوة والرسالة، وصحة ما جاءوا به من أصول الدين وفروعه، وحقائقه وشرائعه" (٢).

ويقول الشيخ عبد الله أبا بطين: "أول واجب على الإنسان: معرفة معنى هذه الكلمة، قال الله تعالى، لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: ١٩] وقال: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ} [الزخرف: ٨٦] أي: بلا إله إلا اللّه {وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٨٦)} بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم، فأفرض الفرائض: معرفة معنى هذه الكلمة، ثم التلفظ بها والعمل بمقتضاها" (٣).

ولذا بوب البخاري في "صحيحه" فقال: "باب العلم قبل القول


= لا تفيد البتة". [التفسير الكبير (٢٧/ ١٩٩)، وانظر: تفسير الطبري (٢٥/ ١٠٥)، تفسير السمعاني (٥/ ١١٩)].
(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب: الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا (١/ ٥٥)، برقم (٢٦)، من حديث عثمان بن عفان.
(٢) تفسير السعدي (٧٧١).
(٣) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (٢/ ٣١٠).