للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فما أتى بهما حقيقة وإن تلفظ بهما كاليهود الذين يقولون لا إله إلا اللّه وهم مشركون ومجرد التلفظ بهما لا يكفي في الإسلام بدون العمل بمعناهما واعتقاده إجماعًا" (١).

وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: "أولًا لا بد من النطق بالشهادتين، فلو أمكنه النطق ولكنه امتنع من النطق لم يدخل في الإسلام حتى ينطق بالشهادتين، وهذا محل إجماع من أهل العلم، ثم مع النطق لا بد من اعتقاد معنى الشهادتين والصدق في ذلك، وذلك بأن يعتقد بأنه لا معبود حق إلا الله، ولو قالها كاذبًا كالمناففين يقولونها وهم يعتقدون أن مع الله آلهة أخرى لم تنفعهم هذه الكلمة، ولم يدخلوا في الإسلام باطنًا، كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (١٤٥)} [النساء: ١٤٥]، وقال عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨)} [البقرة: ٨]، فلا بد من التصديق بالقلب، واليقين بأنه لا معبود حق إلا الله؛ فإن استكبر عن الانقياد لشرع الله كفر ولم ينفعه النطق بالشهادتين. قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢)} [الحج: ٦٢]، وقال سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (٦٠)} [غافر: ٦٠]، وهكذا لو استكبر عن الشهادة بان محمدًا رسول الله، أو قالها كاذبًا فإنه يكون كافرًا حتى يؤمن بأن محمدًا رسول الله، وينقاد لشرعه، وهذا أمر مجمع عليه بين أهل العلم، والله المستعان" (٢).

خامسًا: ومما ينبني على القاعدة من تفريعات قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن بحيث إنه إذا صلح الباطن فلا بد من استقامة الظاهر،


(١) تيسير العزيز الحميد (ص ١٨٣).
(٢) مجموع الفتاوى ومقالات متنوعة (٥/ ٣٤٠ - ٣٤١).