للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه، ولا ما تضمنته" (١).

رابعًا: النفي الذي تضمنته كلمة التوحيد والمتمثل في قولنا (لا إله) يتناول آلهة حقيقية، لها أفراد في هذا العالم، عبدت وصرفت لها العبادة من دون اللّه تعالى، من الأصنام والأوثان، والطواغيت، والأحجار، والأشجار، وغير ذلك مما عُبِدَ وأُلِّه من دون اللّه عز وجل.

وفي هذا إبطال لقول من جعل المنفي بلا إله إلا اللّه كلي منوي لا يوجد منه في الخارج إلا فرد هو المستثنى، فهو المنفي وهو المستثنى.

يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "واعلم أنني لما كتبت قبل هذا في رد قول هذا الملحد: أن المنفي بلا إله إلا اللّه كلي منوي، لا يوجد منه في الخارج إلا فرد وهو المستثنى، فأجبت بما حاصله:

إذا كانت لا إله إلا اللّه لم تنف إلا كليًا منويًا، فعلى هذا القول الباطل لم تنف لا إله إلا اللّه صنمًا، ولا وثنًا، ولا طاغوتًا، وصار النفي مُنْصبًّا على الفرد، فهو المنفي وهو المستثنى، وتناقض هذا لا يخفى على من له عقل وفهم.

وقد عرفت أن هذه دعوى منه مخالفة لما بعث اللّه به رسله من توحيده، وعلى قول هذا لم يكن لـ (لا إله إلا اللّه) مدخل في الكفر بالطاغوت، والبراءة من الأوثان التي صرح القرآن بنفيها بكلمة الإخلاص -لا إله إلا اللّه-" (٢).

وقال رحمه الله أيضًا: "وكل ما نفته (لا إله إلا اللّه) من الأصنام والأنداد فليس كليًا لا يوجد إلا ذهنًا، كما يقوله المفتري أفلاطون الفيلسوف وشيعته، وإنما كانت أشخاصًا متعددة، يباشرها عبادها بالعبادة


(١) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (٢/ ٢٠٨).
(٢) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (٤/ ٤٣٩).