للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونفاق. وهو لأيهما غلب ولو عقل المعترض لعرف المراد، لكنه جهل فاعترض، وجعل جهله وعقله الضال ميزانًا يزن به، فلا أحكم ممن قضي له بالخذلان وعدم العلم بحقائق الإسلام والإيمان" (١).

فالواجب على المسلم أن يجعل المحبة والبغض ميزانًا دينيًا يفرق به بين أعداء الله وأوليائه، ولا يجعله ميزانًا دنيويًا يحكم فيه بالهوى، فمن أعطاه شيئًا من الدنيا أحبه ووالاه ولو كان من أبعد الناس عن الله، وأشدهم كفرًا وفسوقًا، وإن لم يعطه شيئًا منها أبغضه وأبعده ولو كان من أقرب الناس إلى الله، وأشدهم إيمانًا وتوحيدًا، وأكثرهم طاعة وعبادة.

ولذا فالمحبة الدينية التابعة لمحبة الرب تعالى لا تزيد بالوفاء والبر والعطاء الدنيوي، بل المقياس فيها الإيمان والطاعة، ولو أنها ازدادت بالوفاء والبر لكان المحبوب هو النصيب والحظ.


(١) مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام (ص ١٤٧ - ١٤٨).