للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعظيم أهل العلم التعظيم الجائز، والتبجيل الذي يستحقونه، ورفعًا لهم في مكانتهم التي أنزلهم الله إياها.

يقول الإمام المعلمي اليماني: "وقد يكون السؤال من القسم الأول ولكنه يصحبه تذلل ما فيما يظهر، وذلك كسؤال الناس أنبياءهم عن أمور دينهم، وكذلك سؤال العامة علماءهم عن أمور الدين، وكذلك سؤال المحتاج العاجز حاجته من الغني.

والحق أن السؤال من الأنبياء والعلماء إنما يصحبه الإكرام والاحترام الذي أمر الله عَزَّ وجل به، وأما سؤال المحتاج العاجز فإنما يصحبه التذلل لجهل الأغنياء بما عليهم من الحقوق" (١).

ثم إن سؤال أهل العلم عن أمور الدين ليس هو مما يبغضونه ولا يحبونه، ثم إن سؤالهم العلم لا ينقص منهم شيئًا، بل هم في ازدياد مستمر، ورفعة دائمة في الدنيا والآخرة.

يقول الإمام ابن تيمية: "فأما سؤال ما يسوغ مثله من العلم فليس من هذا الباب؛ لأن المخبر لا ينقص الجواب من علمه، بل يزداد بالجواب، والسائل محتاج إلى ذلك، قال -صلى الله عليه وسلم-: "هَلَّا سَألوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّما شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤالُ" (٢)، ولكن من المسائل ما ينهى عنه كما قال تعالى: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: ١٠١] الآية، وكنهيه عن أغلوطات


(١) مخطوط العبادة، مصورة مكتبة الجامعة الإسلامية (لوحة/ ٥٠٨).
(٢) أخرجه أبو داود في سننه (١/ ٩٣)، برقم (٣٣٧)، والدارمي في سننه، باب: المجروح تصيبه الجنابة (١/ ٢١٠)، برقم (٧٥٢)، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- وحسنه الشيخ الألباني. انظر: صحيح الجامع، (٢/ ٨٠٤)، برقم (٤٣٦٢)، وانظر: صحيح سنن أبي داود (٢/ ١٦١)، حديث رقم (٣٦٥)، وللحديث شاهد آخر عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} [النساء: ٤٣]، ونص بعض أهل العلم كالبيهقي وصوبه الدارقطني: أنه موقوف. وتعقبه الشيخ الألباني بقوله: "ولكنه في حكم المرفوع لأنه في التفسير، ولا سيما من ترجمان القرآن ابن عباس -رضي الله عنهما-". [انظر: صحيح سنن أبي داود (٢/ ١٦٤)].