للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ: "فإن الخصومة والنزاع في طلب الشفاعة، أو غيرها من الشفعاء في حال مماتهم، وقصدهم لذلك، ونحوه من المطالب المهمة، وأما حصول الشفاعة بسؤاله - صلى الله عليه وسلم - إياها يوم القيامة، فهذا لا ينكر، وهو من جنس ما كان يطلب منه في حياته -صلى الله عليه وسلم-، وأما بعد موته فلم يعرف عن أحد من أصحابه ولا عن أحد من أئمة الإسلام بعدهم أنه دعاه وطلب منه شفاعته أو غيرها، وإنما فعله بعض الخلوف الذين لا يرجع إليهم في مسائل الأحكام" (١).

ويقول الشيخ محمد بشير السهسواني: "وجملة القول أن طلب الشفاعة منه - صلى الله عليه وسلم - في حياته ثابتة بلا شك، وكذلك طلب الشفاعة منه - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، وهذا لا ينكره أحد" (٢).

ويقول الشيخ حسين بن غنام (٣) في بيان أن طلب الشفاعة من الميت كفر مخرج عن الدين: "وأما كون الطلب لها والسؤال كفرًا مبيحًا للدم والمال، فهذا كلام فيه غاية الإجمال، بل هو من المغالطة في


(١) منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس، للشيخ عبد اللطيف آل الشيخ (٢١٣).
(٢) صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دخلان (ص ٣٦٣)، وقال أيضًا: "ثبوت الشفاعة وحصول الإذن يوم القيامة مسلّم لا ينكره أحد من أهل السُّنَّة والجماعة، وأما حصول الإذن الآن بالشفاعة التي تكون يوم القيامة فثبوته غير مسلم". [المصدر السابق (ص ٣٧٢)].
(٣) هو: الشيخ حسين بن أبي بكر ابن غنام الإحسائي، المالكي مذهبًا، التميمي نسبًا، ولد ببلدة المبرز بالإحساء، ونشأ بها، ثم نزح من الإحساء إلى مدينة الدرعية ونزل على الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، فأكرماه وأنزلاه المنزلة الرفيعة، فاستقر في الدرعية وجلس فيها لطلبة العلم، وقد ألف مؤلفين هما: العقد الثمين في أصول الدين، وتاريخه المشهور بتاريخ ابن غنام وقد سماه: روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام. توفي سنة ١٢٢٥ هـ في الدرعية. [ترجمته في: مشاهير علماء نجد وغيرهم (ص ١٤٧)، ومعجم المؤلفين (١/ ٦٠٥) برقم (٤٥٥٧)].