للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحسن الظنّ بالله عز وجل من أوجب الواجبات، وأفرض الفروض، التي يحبها الرب تبارك وتعالى، وسوء الظن على العكس من ذلك؛ فهو من أقبح المنكرات، وأعظم الكبائر.

ومما لا يخفى ارتباط سائر العبادات بحسن الظن بالله تعالى وتقدس، وقد بين هذا الارتباط فأكثر العبادات أو كلها قائمة على حسن ظن العبد بربه سبحانه وتقدس، وقد بين هذا الارتباط العلامة ابن القيم رحمه الله بقوله: "فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه؛ ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله، والتحقيق أن حسن الظن به يدعوه إلى التوكل عليه؛ إذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به، ولا التوكل على من لا ترجوه والله أعلم" (١).

ثانيًا: دلت القاعدة على أن صرف العبادة لغيره سبحانه، وتأليه المخلوق من أعظم الانتقاص والإهانة للجناب الرباني الكريم، مع ما فيه من رفعة المخلوق فوق منزلته التي أنزله الله إياها، كما أن ذلك من أبشع


= (٤/ ٢٨٥)، برقم (٧٦٥٧)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ومرة قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم). [انظر: المستدرك (٤/ ٢٦٩)]، والحديث ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (٧/ ١٤٠)، برقم (٣١٥٠)، بسبب سمير أو (شتير) بن نهار، وقال بعد أن ذكر كلام الحاكم في تصحيح الحديث وكونه على شرط مسلم، وموافقة الإمام الذهبي له، قال: "قلت: وهو من أوهامهما؛ فإن سميرًا هذا نكرة؛ كما قال الذهبي نفسه (الميزان)، ولم يرو عنه غير ابن واسع". وقال عنه الدارقطني في سؤالات البرقاني: "مجهول" وسأل عبد الله بن أحمد أباه عنه فقال: "لا أعرفه"، وذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال ابن حجر في التقريب: "صدوق"، وقد وثقه ابن حبان في الثقات (٤/ ٣٧٠)، (٣٣٩٨)، يقول الشيخ الألباني رحمه الله: "توثيق ابن حبان مما لا ينبغي الاعتماد عليه؛ لأن من قاعدته فيه توثيق المجهولين". [السلسلة الضعيفة (٢/ ٣٠٠)]، وعليه يكون سمير أو شتير مجهول الحال ويضعف الحديث بسببه كما قرر ذلك علماء هذا الفن.
(١) مدارج السالكين (٢/ ١٢١)، وانظر: (١/ ٤٧١).