للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعظيم الله تعظيم مخلوق؛ فنسأله تعالى العفو والعافية" (١).

سابعًا: ومما يدخل في الشرك الأصغر الذي هو وسيلة إلى الشرك الأكبر التشريك في الألفاظ؛ كقولك: ما شاء الله وشئت، ولولا الله وفلان، وهذا من الله وفلان، وما لي إلا الله وأنت، ونحو ذلك.

فعن قتيلة (٢) امرأة من جهينة (أن يهوديًا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنكم تنددون وإنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، ويقول أحدهم: ما شاء الله ثم شئت) (٣).

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رجلًا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فكلمه في بعض الأمر، فقال ما شاء الله وشئت. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أجعلتني لله عدلًا قل ما شاء الله وحده" (٤).

يقول الإمام ابن تيمية: "فأنكر عليه أن جعله ندًا لله في هذه الكلمة


(١) مقال بعنوان: (ما هكذا يا سعد تورد الإبل) بقلم فضيلة الشيخ: محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله، وهو رد على الدكتور: أحمد الشلبي ضمن مجلة الجامعة الإسلامية عدد (٤٣).
(٢) هي: قتيلة بنت صيفي، قال ابن عبد البر: ويقال: الأنصارية، كانت من المهاجرات الأول، وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: ولم أر من نسبها أنصارية، وقوله من المهاجرات يأبى ذلك. وقد أخرج حديثها ابن سعد وأشار إلى أنها ليس لها غيره. [ترجمته في: الاستيعاب (٤/ ١٩٠٣)، والإصابة في تمييز الصحابة (٨/ ٧٩)].
(٣) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (٣/ ١٢٤)، برقم (٤٧١٤)، وانظر: (٦/ ٢٤٥)، برقم (١٠٨٢٢)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٣٣١)، برقم (٧٨١٥)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (٨/ ٧٩): "سنده صحيح". اهـ.
(٤) أخرجه النسائي في السُّنن الكبرى (٦/ ٢٤٥)، برقم (١٠٨٢٥)، والخطيب في تاريخ بغداد (٨/ ١٠٤)، برقم (٤٢١٨)، بلفظ: (ندًا) بدلًا من (عدلًا)، وحسَّن إسناده العراقي وكذا الألباني. [انظر: المغني عن حمل الأسفار (٢/ ٨٣٥)، برقم (٣٠٦٦)، والسلسلة الصحيحة (١/ ٢٦٦)].