للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وبه قال مالك، والأوزاعي، وابن أبي ليلى، والشافعي وأحمد. وخالف أبو حنيفة فقال: لا يجر الجد ولاءهم. ا. هـ. منه.

(٦) وقوله: وقدم عاصب النسب ألخ. أخرج مالك في الموطإ عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أنه أخبره أن العاصي بن هشام هلك وترك بنين له ثلاثة؛ اثنان لأم ورجل لعلة، فهلك أحد اللذين لأم وترك مالًا وموالي، فورث أخوه لأبيه وأمه ماله وولاء مواليه، ثم هلك الذي ورث المال وولاء الموالي وترك ابنه وأخاه لأبيه، فقال ابنه: قد أحرزت ما كان أبي أحرز من المال وولاء الموالي، وقال أخوه: ليس كذلك إنما أحرزت المال، وأما ولاء الموالي فلا، أرأيت لو هلك أخي اليوم، ألست أرثه أنا؟ فاختصما إلى عثمان فقضى لأخيه بولاء الموالي. قال البغوي: وقال الشعبي: عن عمر، وعلى، وعبد الله بن مسعود، وزيد أنهم قالوا: الولاء للكِبْر، يعنون من كان أقرب إلى المعتق بأب أو بأم. ا. هـ.

قال أبو عمر بن عبد البر: ولا يستحق الولاء من العصبات إلا الأقرب فالأقرب، ولا يدخل بعيد على قريب وإن قربت قراباتهم، فأقرب العصبات الأبناء ثم بنوهم وإن سفلوا، ثم الأب لأنه ألْصق الناس به بعد ولده وولد ولده، ثم الإخوة لأنهم بنو الأب، ثم بنو الإخوة وإن سفلوا، ثم الجد أبو الأب، ثم العم لأنه ابن الجد، ثم بنو العم، فعلى التنزيل ميراث الولاء. حدثني سعيد بن نصر، قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا محمد بن وضاح، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو سلمة عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: تزوج زياد بن حذيفة بن سعيد بن سهم أم وائل بنت معمر الجمحية، فولدت ثلاثة أولاد فتوفيت أمهم، فورث بنوها رباعها وولاء مواليها، فخرج بهم عمرو بن العاص معه إلى الشام، فماتوا في طاعون عمواس، فورثهم عمرو وكان عصبتهم، فلما رجع عمرو جاءه بنو معمر يخاصمونه في ولاء أختهم إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَا أَحْرَزَ الْوَلَدُ أَوِ الْوَالِدُ فَهُوَ لِعَصَبَتِهِ مَنْ كَانَ". فقضى لنا وكتب بذلك كتابًا فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وآخر، حتى إذا استخلف عبد الملك بن مروان توفي مولى لها وترك ألف دينار، وبلغني أن ذلك القضاء قد غير، فخاصموه إلى هشام بن إسماعيل فرفعهم إلى عمد الملك بن مروان فأتيناه بكتاب عمر، فقال إن كنت لأرى أن هذا من القضاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>