ثم قضية الوقت والتفرغ فقد كان الخطيب رحمه الله موزع الوقت والنظر بين عدة مؤلفات يؤلفها معا يجعل ساعة لهذا وساعة لذاك مع اشتغاله بالتسميع وغيره وقريب من ذلك حال الدارقطنى فأما الأمير فانه حصر همه فى هذا الفن.
خروج الأمير آخر مرة من بغداد ووفاته توافقت الروايات على أن الأمير قتل فى بعض بلدان الشرق اغتاله غلمان له أتراك وأخذوا ماله وفروا واختلف فى الموضع والتاريخ أما الموضع فقيل خوزستان أو الأهواز وهما واحد وقيل جرجان وقيل كرمان.
وأما التاريخ فذكر ابن الجوزى الأمير فى وفيات سنة ٤٧٥ من المنتظم وجزم بوفاته فيها ثم ذكره فى وفيات سنة ٤٨٦ وجزم بوفاته فيها أو فى التى تليها وكلا القولين مروى عن شيخه محمد بن ناصر ففى التذكرة «قال ابن ناصر قتل الحافظ ابن ماكولا وقد كان سافر نحو كرمان ومعه مماليكه الأتراك فقتلوه وأخذوا ماله فى سنة خمس وسبعين وأربعمائة، هكذا نقل ابن النجار. وقال ابو سعد السمعانى سمعت ابن ناصر يقول قتل ابن ماكولا بالأهواز إما فى سنة ست - أو سبع - وثمانين وأربعمائة» وفى التقييد «أخبرنا محمد بن عمر بن على بن خليفة الحربى قال ابنا ابن ناصر إجازة:
مولد (١) ابى نصر ابن ماكولا فى سنة عشرين وأربعمائة وقتل فى سنة خمس وتسعين (كذا) وأربعمائة بخوز كربان (كذا) قتله غلمان له