بعضاً، وأنا أذهب إليها - انتهى. وقال الزيلعي (ج٢:ص٤٧٣) قال الحاكم: حديث شداد ظاهر الصحة، وصححه أحمد وابن المديني وإسحاق بن راهويه واستقصى النسائي طرقه. والاختلاف فيه في سننه الكبرى. وقد روى مسلم في صحيحه بهذا الإسناد (أي من طريق أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد) حديث إن الله كتب الإحسان على كل شيء ونقل الحاكم في المستدرك (ج١:ص٤٢٨) عن ابن راهويه أنه قال إسناده صحيح تقوم به الحجة- انتهى كلام الزيلعي. قلت: وصححه أيضاً البخاري وابن خزيمة وابن حبان وعثمان الدارمي كما قال الحافظ في الفتح، وعقد البيهقي في السنن الكبرى (ج٤:ص٢٦٦) باباً ذكر فيه بعض ما بلغه عن حفاظ الحديث في تصحيح حديث أفطر الحاجم والمحجوم. وقد رواه أئمة الحديث عن ثمانية عشر من الصحابة. وقال السيوطي في الجامع الصغير: إنه متواتر، وكذا حكاه صاحب التنقيح عن بعض الحفاظ كما في نصب الراية (ج٢:ص٤٧٢) قال وليس ما قاله ببعيد ومن أراد ذلك فلينظر مسند أحمد ومعجم الطبراني والسنن الكبير للنسائي قال. وقال إسحاق بن راهويه: هو ثابت من خمسة أوجه - انتهى كلامه. وقد ذكر الزيلعي (ج٢:ص٤٧٢-٤٧٣-٤٧٤-٤٧٥-٤٧٦-٤٧٧) هذه الأحاديث مع الكلام عليها، وذكرها أيضاً العيني في شرح البخاري (ج١١:ص٣٧-٣٨-٣٩) وذكر شيئاً منها الحافظ في التلخيص (ص١٩٠) من شاء الوقوف عليها فليرجع إلى هذه الكتب. قلت: وحديث شداد بن أوس وإن صححه الأئمة لكن في سنده ومتنه إضطراب شديد، ولم أر أحداً إلتفت إلى رفعه. وأما ما حكاه الترمذي في العلل عن البخاري والحاكم (ج١:ص٤٢٩) والبيهقي (ج٤:ص٢٦٧) عن علي بن المديني من وجه الجمع لرفع الإضطراب، فهو مما لا يتعلق بالاختلاف الذي سنذكره كما لا يخفى على من تأمل في طرق هذا الحديث، ثم في كلام البخاري وابن المديني. فأما الإضطراب في سنده على ما وقفت عليه فهو أنه اختلف أصحاب أبي قلابة عليه. فقال أيوب في رواية معمر عنه عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد وهي عند أحمد (ج٤:ص١٢٣) وهكذا قال عاصم الأحول في رواية يزيد بن هارون عنه عن أبي قلابة عند أحمد أيضاً (ج٤:ص١٢٣) والدارمي والبيهقي (ج٤:ص٢٦٥) وفي رواية سعيد بن أبي عروبة عنه عن أبي قلابة عند أحمد (ج٤:ص١٢٤) وكذا قال داود بن أبي هند عن أبي قلابة وهذه أيضاً عند أحمد (ج٤:ص١٢٤) وقال أيوب في رواية حماد بن زيد ووهيب عنه عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد، ورواية حماد عند أحمد (ج٤:ص١٢٤) ورواية وهيب عند أبي داود والحاكم (ج١:ص٤٢٨) والبيهقي (ج٤:ص٢٦٥) وهكذا قال خالد الخداء عن أبي قلابة عند أحمد (ج٤:ص١٢٢) والبيهقي (ج٤:ص٢٦٨) وخالد ومنصور جميعاً عند الطحاوي (ج١:ص٣٤٩) وقد وافق الثلاثة أي أيوب وخالداً ومنصوراً على ذلك