المواضع الثلاثة وليس في مسلم ذكر الجلالة (أربعًا وثلاثين) تكملة للمائة (عند كل صلاة) أي: بعد كل مفروضة كما ورد في الأحاديث وقوله: ((عند كل صلاة)) هكذا وقع في جميع نسخ المشكاة الحاضرة وكذا في المصابيح، وشرح السنة. وليس هو في صحيح ومسلم. ولم يذكره الجزري في جامع الأصول. (وعند منامك) ، وفي مسلم: حين تأخذ مضجعك. ولعل تخصيصها بالخطاب في هذا الحديث لأنها الباعث الأصلي في طلب الخادم أو هذا الحديث نقل بالمعنى أو بالاختصار وهذا هو الراجح. وفي الحديث أن من واظب على هذا الذكر عند النوم يصبه إعياء لأن فاطمة شكت التعب من العمل فأحالها - صلى الله عليه وسلم - على ذلك. كذا أفاده ابن تيمية، قال الحافظ: وفيه نظر ولا يتعين رفع التعب بل يحتمل أن يكون من واظب عليه لا يتضرر بكثرة العمل ولا يشق عليه ولو حصل له التعب. والله أعلم (رواه مسلم) في الدعاء ولم أجد من أخرجه سواه.
٢٤١٢- قوله:(كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصبح) أي: دخل في الصباح وهذا لفظ أحمد، وأبي داود، والبخاري في الأدب المفرد. وللترمذي:((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه يقول: إذا أصبح أحدكم فليقل)) . ولابن ماجة، وابن السنى ((قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصبحتم فقولوا)) . فقد اجتمع في الحديث القول والفعل (اللهم بك أصبحنا) الباء متعلق بمحذوف وهو خبر ((أصبحنا)) ولا بد من تقدير مضاف أي: أصبحنا متلبسين بحفظك، أو مغمورين بنعمتك، أو مشتغلين بذكرك، أو مستعينين باسمك، أو مشمولين بتوفيقك، أو متحركين بحولك وقوتك ومتقلبين بإرادتك وقدرتك. وتقديم ((بك)) على أصبحنا وما بعده يفيد الاختصاص (وبك أمسينا) هذا مبني على أن المراد المساء السابق أو اللاحق وصيغة الماضي للتفاؤل (وبك نحيى وبك نموت) أي: أنت تحيينا وأنت تميتنا يعني يستمر حالنا على هذا في جميع الأوقات وسائر الأحوال (وإليك) لا إلى غيرك (المصير) أي: المرجع بعد البعث (وإذا أمسى) عطف على ((إذا أصبح)) (اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا) بتقديم ((أمسينا)) (وإليك النشور) أي: البعث بعد الموت. قال الجزري: يقال: نشر الميت ينشر نشورًا إذا عاش بعد الموت وأنشره الله أحياه. وقال المجد: النشر إحياء الميت كالنشور والإنشار والحياة نشره فنشر. وأفادت رواية الكتاب أن لفظ ((المصير)) في الصباح ولفظ ((النشور)) في المساء وهكذا وقع في نسخ الترمذي الموجودة عندنا وكذا ذكر الشوكاني في تحفة