للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[(٥) باب]

[(الفصل الأول)]

٢٣٨٧- (١) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما قضى الله الخلق كتب كتابًا فهو عنده

ــ

وله شواهد من حديث أنس أخرجه الحاكم (ج٤: ص٢٤٣) ، والبزار، والبيهقي، وابن حبان، ومن حديث وائل ابن حجر أخرجه الطبراني، ومن حديث ابن أبي سعيد عن أبيه أخرجه الطبراني، وأبو نعيم في الحلية، ومن حديث أبي هريرة أخرجه الطبراني في الصغير ذكرها في مجمع الزوائد (ج١٠: ص١٩٩) مع الكلام عليها.

(باب) بالرفع منونًا وبالوقوف مسكنًا ولم يذكر العنوان وغالب أحاديثه في رحمة الرحمن الباعثة على التوبة من العصيان والموجبة للرجاء وعدم اليأس من الغفران قاله القاري. وقلت: وقع في بعض النسخ ((باب في سعة رحمة الله)) ولا يخفى مناسبته للأحاديث المذكورة فيه.

٢٣٨٧- قوله: (لما قضى الله الخلق) أي: خلق المخلوقات كقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} أي: خلقهن، وقضى يطلق بمعنى حكم وأتقن وفرغ وأتم وأمضى وأنفذ، وكل صنعة محكمة متقنة فهي قضاء، وقال القاري: لما قضى الله الخلق أي: حين قدر الله خلق المخلوقات وحكم بظهور الموجودات، أو حين خلق الخلق يوم الميثاق أو بدأ خلقهم - انتهى. قلت: وقع في رواية البخاري في باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} (آل عمران: ٢٨) من كتاب التوحيد لما خلق الله الخلق، وهكذا وقع في رواية لأحمد، ومسلم، وللترمذي إن الله حين خلق الخلق (كتب كتابًا) وفي رواية لهما، كتب في كتابه أي: في اللوح المحفوظ بأمره للملائكة أن يكتبوا أو للقلم، ويؤيده حديث عبادة بن الصامت أول ما خلق الله القلم (أي بالنسبة إلى ما عدا الماء والعرش) ثم قال: اكتب. فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة وحديث جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة أو الكتابة كناية عن الإثبات والإبانة والإخبار به. ووقع عند الترمذي، وابن ماجة كتب بيده على نفسه أي موجبًا إياه على نفسه بمقتضى وعده، وليس الكتب للاستعانة لئلا ينساه تعالى فإنه منزه عن ذلك لا يخفى عنه شيء وإنما ذلك لأجل الملائكة الموكلين بالمكلفين، فإن قيل: ما وجه تخصيص هذا بالذكر مع أن القلم كتب كل شيء. قلت: لما فيه من الرجاء الكامل وإظهار إن رحمته وسعت كل شيء بخلاف غيره (فهو) أي ذلك الكتابة بمعنى المكتوب وقيل عمله أو ذكره (عنده) أي: عندية المكانة لا عندية المكان لتنزهه عن سمات

<<  <  ج: ص:  >  >>