٢٦١٩ - (٤) عن عمرو بن عبد الله بن صفوان، عن خال له يقال له: يزيد بن شيبان. قال: كنا في موقف لنا بعرفة يباعده عمرو من موقف الإمام جدًا، فأتانا ابن مربع الأنصاري، فقال: إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم، يقول لكم:" قفوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم عليه السلام ".
ــ
٢٦١٩ - قوله (عن عمرو بن عبد الله بن صفوان) هو عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي صدوق شريف من التابعين، روى عن يزيد بن شيبان وعبد الله بن السائب المخزومي وغيرهما. وروى عنه عمرو بن دينار وغيره. قال الزبير عن بعض أصحابه: توالى خمسة في الشرف فذكر جماعة، عمرو فيهم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث. وقال الزبير كان له رقيق يتجرون، فكان ذلك يعينه على مكارمه (يزيد بن شيبان) الأزدي، ويقال الديلي، صحابي، له عند الأربعة هذا الحديث الواحد. قال أبو حاتم: هو خال عمرو بن عبد الله بن صفوان المذكور. وقال البخاري: له رؤية (قال) أي يزيد (كنا في موقف لنا) أي لآبائنا وأسلافنا كانوا يقفون في الجاهلية (يباعده عمرو) أي يباعد ذلك المكان عمرو بن عبد الله (من موقف الإمام) يعني يجعله بعيدًا في وصفه إياه بالبعد، والتباعد والمباعدة بمعنى التبعيد وبه ورد التنزيل {ربنا باعد بين أسفارنا}(٣٤: ١٩) وهذا قول الراوي عن عمرو بن عبد الله وهو عمرو بن دينار يعني قال عمرو: كان بين ذلك الموقف وبين موقف إمام الحاج مسافة بعيدة (جدًا) نصب على المصدر أي جد في التبعيد جدًا. وقال القاري: أي يجد جدًا في التبعيد أي بعدًا كثيرًا، فهو متصل بقوله ((يباعده)) متأخر عن متعلقه، فإما على كونه مصدرًا أي يبعده تبعيدًا جدًا أي كثيرًا أو على الحالية (فأتانا ابن مربع) بكسر الميم وسكون الراء المهملة بعدها موحدة مفتوحة مخففة، كذا ضبطه الحافظ في التقريب والطبري في القرى والمصنف في الإكمال والمنذري في مختصر السنن، ووقع في الإصابة والاستيعاب وأسد الغابة والتجريد ((ابن مريع)) أي بالياء التحتية، والظاهر أنه خطأ من الناسخ، وهو زيد بن مربع بن قيظي - بفتح القاف وسكون التحتانية بعدها ظاء - مشالة الأنصاري الأوسي من بني حارثة. وقيل اسمه يزيد، وقيل عبد الله، والأول أكثر. قال الحافظ " صحابي، أكثر ما يجيء مبهمًا أي غير مسمى عداده في أهل الحجاز، له هذا الحديث الواحد (يقول لكم) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قفوا) بكسر القاف أمر من وقف يقف (على مشاعركم) جمع مشعر، والمراد منها ها هنا مواضع النسك والعبادة من قولك: شعرت بالشيء أي علمته، ومنه ((ليت شعري)) أي ليتني أعلم هل يكون كذا وكذا ويسمي كل موضع من مواضع النسك مشعرًا لأنه معلم لعبادة الله. وفي رواية ((كونوا على مشاعركم)) أي اثبتوا في مواضع نسككم ومواقفكم القديمة (فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم عليه السلام) علة للأمر بالاستقرار والتثبت على الوقوف في مواقفهم القديمة، علل ذلك بأن موقفهم موقف إبراهيم ورثوه