للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الفصل الثالث}]

١٦٢٧- (١٦) عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله عزوجل الإنابة)) رواه أحمد.

١٦٢٨- (١٧) وعن أبي أمامة، قال: جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا ورققنا،

ــ

في اليوم والليلة (ص١٧٢) وابن أبي الدنيا كلهم من رواية جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس. قال الترمذي: حديث غريب. وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً- انتهى. وقال المنذري في الترغيب: إسناده حسن، فإن جعفراً صدوق صالح، احتج به مسلم، وتكلم فيه الدارقطني وغيره- انتهى.

١٦٢٧- قوله: (لا تمنوا الموت) بحذف إحدى التائين (فإن هول المطلع) بضم الميم وتشديد الطاء وفتح اللام موضع الإطلاع من إشراف إلى انحدار، والمراد ما يطلع عليه العبد من أهوال الآخرة في مواقف القيامة، أو أمور بطلع عليها عقب الموت من أحوال البرزخ (شديد) أي لا فائدة في تمني الموت إلا تمني الشدائد والآلام، وليس هذا من شأن العاقل (وإن من السعادة) أي العظمى (أن يطول عمر العبد) بضم الميم ويسكن (ويرزقه الله عزوجل الإنابة) أي الرجوع والإقبال إليه. قال في النهاية: المطلع مكان الإطلاع من موضع عال يقال مطلع هذا الجبل من موضع كذا أي ماتأه ومصعده يريد به ما يشرف عليه من سكرات الموت وشدائده، فشبهه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال. قال الطيبي: علل النهي عن تمني الموت أولاً بشدة المطلع، لأنه إنما يتمناه من قلة صبر وضجر فإذا جاءه متمناه يزداد ضجراً على ضجر فيستحق مزيد سخط، وثانياً بحصول السعادة في طول العمر لأن الإنسان إنما خلق لاكتساب السعادة السرمدية ورأس ماله العمر، وهل رأيت تاجراً يضيع رأس ماله فإذا بم يربح إذا ضيعه- انتهى. وقال ميرك: يجوز أن يكون المراد من المطلع زمان إطلاع ملك الموت أو المنكر والنكير أو زمان إطلاع الله تعالى بصفة الغضب في القيامة أو زمان الإطلاع على أمور تترتب على الموت (رواه أحمد) (ج٣ص٣٣٢) بإسناد حسن، وأخرجه أيضاً البيهقي وابن منيع وعبد بن حميد، وعزاه الهيثمي (ج١٠ص٢٠٣) لأحمد والبزار، وقال: إسناده حسن.

١٦٢٨- قوله: (جلسنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي متوجهين إليه (فذكرنا) بالتشديد من التذكير أي العواقب أو وعظنا (ورققنا) من الترقيق أي رقق أفئدتنا بالتذكير، قاله الطيبي. وقيل: أي زهدنا في الدنيا

<<  <  ج: ص:  >  >>