١٠٣٦- (٦) عن عمرو بن العاص، قال: ((اقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث في المفصل، وفي سورة "الحج" سجدتين))
ــ
١٠٣٦- قوله (عن عمرو بن العاص قال اقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) كذا في بعض النسخ بلفظ: اقرآني، وهكذا وقع في جامع الأصول (ج٦: ص٣٦١) وفي بعض نسخ المشكوة، اقرأه أي عمراً. وفي المصابيح، عن عمرو بن العاص، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اقرأه. وكذا وقع في سنن أبي داود وابن ماجه والبيهقي (ج٢: ص٣١٦) . (خمس عشرة سجدة) قال الطيبي: أي حمله أن يجمع في قراءته خمس عشرة سجدة. (في القرآن) قال الجزري في النهاية: إذا قرأ الرجل القرآن، أو الحديث على الشيخ يقول اقرأني فلان، أي حملني أن أقرا عليه- انتهى. وفيه دليل على أن مواضع السجود، خمسة عشرة موضعاً. وإليه ذهب أحمد والليث وإسحاق وابن وهب من المالكية، وابن المنذر من الشافعية، وطائفة من أهل العلم. قال الطيبي: اختلفوا في عدة سجدات القرآن، فقال: أحمد خمس عشرة آخذاً، بظاهر حديث عمرو بن العاص، فادخل سجدة"ص" فيها. وقال الشافعي أربع عشرة سجدة، منها ثنتان في الحج، وثلاث في المفصل، وليست سجدة "ص" منهن، بل هي سجدة شكر. وقال أبوحنيفة: أربع عشرة، فأسقط الثانية من الحج، واثبت سجدة "ص". وقال مالك: إحدى عشرة، فأسقط سجدة "ص". وسجدات المفصل- انتهى. قال الشيخ في شرح الترمذي بعد نقل كلام الطيبي: الظاهر هو ما ذهب إليه الإمام أحمد وهو مذهب الشافعي، أيضاً على ما حكاه الترمذي، وهو رواية عن مالك، ومذهب الليث وغيره، كما تقدم. واعلم أن أول مواضع السجود، خاتمة الأعراف. وثانيهما، عند قوله في الرعد:"بالغدو والآصال". وثالثها، عند قوله في النحل:"ويفعلون ما يؤمرون". ورابعها، عند قوله في بني إسرائيل:"ويزيدهم خشوعا". وخامسها، عند قوله في مريم:"خروا سجداً وبكياً". وسادسها عند قوله في الحج:"إن الله يفعل ما يشاء". وسابعها عند قوله في الفرقان:"وزادهم نفورا". وثامنها عند قوله في النحل:"رب العرش العظيم". وتاسعها عند قوله في الم تنزيل:"وهم لا يستكبرون". وعاشرها عند قوله في ص:"وخر راكعاً وأناب". وعند الحنفية، يسجد عقيب قوله "وحسن مآب". الحادي عشر عند قوله في حم السجدة:"إن كنتم إياه تعبدون". وقال أبوحنيفة والشافعي والجمهور عند قوله:"وهم لا يسأمون". والثاني عشر، والثالث عشر، والرابع عشر، سجدات المفصل. والخامس عشر السجدة الثانية من الحج. كذا في النيل. (منها ثلاث في المفصل) وهي "النجم" و"انشقت" و"إقرأ"، وقد علم محالها. (وفي سورة الحج سجدتين) أي