الذاكرين ويظهر من تصحيح المصابيح وجامع الأصول (ج٥: ص٦٢) أن في الترمذي ((المصير)) في الموضعين، وهكذا رواه البغوي في شرح السنة (ج٥: ص١١٢) أي: بلفظ: ((المصير)) في الموضعين قال: ويروى ((وإليك النشور)) وجاء في أبي داود فيهما النشور. وفي أبي عوانة، والأدب المفرد:((النشور)) في الصباح و ((المصير)) في المساء عكس ما في نسخ الترمذي، ورواه ابن ماجة بذكر المصير في المساء ولم يذكر لفظ النشور مطلقًا، ومؤدي النشور والمصير واحد وهو الرجوع إلى الله بعد الموت فلا تخالف بين الروايات ولا اعتراض على البغوي والمصنف في إيرادهما الرواية المذكورة (رواه الترمذي) في الدعوات وحسنه (وأبو داود) في الأدب وسكت عنه. وذكر المنذري تحسين الترمذي وأقره (وابن ماجة) في الدعاء، وأخرجه أيضًا أحمد بإسناد رجله رجال الصحيح، والنسائي في الكبرى، والبخاري في الأدب المفرد، وأبو عوانة، وابن حبان في صحيحيهما، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص١٣) ، والبغوي في شرح السنة وقال: هذا حديث حسن وذكره النووي في الأذكار وصححه.
٢٤١٣- قوله (وعنه قال) الظاهر أن الحديث من رواية أبي هريرة مباشرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه شهد سؤال أبي بكر (قال أبو بكر: قلت يا رسول الله) كذا في بعض النسخ ووقع في بعضها ((قال أبو بكر: يا رسول الله)) ، أي بدون لفظ ((قلت)) وهكذا وقع عند جميع المخرجين وكذا ذكره البغوي في المصابيح، والنووي في الأذكار، والجزري في جامع الأصول، والشوكاني في تحفة الذاكرين وهو الصواب. (وإذا أمسيت) زاد في رواية أحمد (ج١: ص١٠)((إذا أخذت مضجعي)) (اللهم عالم الغيب والشهادة) ، أي ما غاب من العباد وظهر لهم، ونصبه على أنه صفة المنادي أو على النداء فإن قوله: اللهم بمعنى يا الله. وكذا ما بعده من الأوصاف وهو قوله:(فاطر السموات والأرض) أي مخترعهما وموجدهما ومبدعهما على غير مثال سبق. وقوله:((اللهم عالم الغيب)) إلخ. وهكذا وقع بتقديم العالم على الفاطر عند أحمد (ج١: ص١١، وج٢: ص٢٩٨) ، والترمذي، والبخاري في الأدب المفرد، وأفعال العباد، وابن حبان، وفي بعض الطرق ابن السني. ووقع عند أحمد (ج١: ص١٥) ، وأبي داود، والدارمي، والحاكم وفي بعض الروايات لابن السني بتقديم الفاطر على العالم، ووقع عند أحمد (ج١: ص١٠) بالشك أنه قال: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة. أو قال: اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض. والجزم مقدم على الشك. ورواية تقديم الفاطر أرجح لموافقتها لحديث عبد الله بن عمرو عند أحمد (ج٢: ص١٩٧) ، والترمذي، والبخاري في الأدب المفرد، ولكونها موافقة للتنزيل. والله أعلم. (رب كل شيء) بالنصب أيضًا، أي