٢٤٦- (٤٩) وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تعلموا الفرائض والقرآن، وعلموا الناس، فإني مقبوض)) رواه الترمذي.
٢٤٧- (٥٠) وعن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشخص ببصره إلى السماء ثم قال:((هذا أوان يختلس فيه العلم من الناس، حتى لا يقدروا منه على شيء)) رواه الترمذي.
ــ
٢٤٦- قوله:(تعلموا الفرائض) قيل: المراد بالفرائض هنا علم الميراث، وعلى هذا بنى الترمذي الكلام في جامعه حيث ذكر هذا الحديث في باب تعليم الفرائض. وقيل: المراد بالفرائض السنن الصادرة منه - صلى الله عليه وسلم -، المشتملة على الأوامر والنواهي الدالة عليها بقرينة ذكر القرآن، فكأنه قال: تعلموا الكتاب والسنة. وقيل: المراد ما فرض الله على عباده. وقيل: أراد جميع ما يجب معرفته. (وعلموا الناس) المذكور. (فإني مقبوض) أي سأقبض وينقطعان. (رواه الترمذي) من طريق عوف، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة. قال الحافظ في الفتح: رواته موثقون، إلا أنه اختلف فيه على عوف الأعرابي اختلافاً كثيراً، فقال الترمذي: إنه مضطرب، والاختلاف عليه أنه جاء عنه من طريق ابن مسعود، وجاء عنه من طريق أبي هريرة، وفي أسانيدها عنه أيضاً اختلاف – انتهى. قلت: أخرجه من حديث ابن مسعود أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وصححه. وقد ذكره المصنف في آخر الفصل الثالث، ولفظه عند ابن ماجه، والدارقطني، والحاكم من حديث أبي هريرة:((تعلموا الفرائض فإنها نصف العلم، وإنه أول ما ينزع من أمتي)) . وفي سنده حفص بن عمر بن أبي العطاف، قال البخاري: منكر الحديث، وضعفه أيضاً ابن معين، والنسائي، وأبوحاتم وابن حبان.
٢٤٧- قوله:(فشخص) أي رفع (ببصره) أو نظر بعينه. (ثم قال) الخ. كأنه - صلى الله عليه وسلم - لما شخص ببصره إلى السماء وانتظر الوحي فأوحى إليه باقتراب أجله، فقال:((هذا أوان يختلس فيه العلم)) الخ. فيكون المراد بالعلم الوحي (هذا أوان) أي وقت (يختلس فيه) أي يختطف ويسلب بسرعة، وهي صفة "أوان". (العلم) قيل: هو محمول على آخر الزمان حين ينتزع العلم رأساً بقبض العلماء، وعليه بنى ابن ماجه الكلام حيث ذكر حديث زياد بن لبيد، الذي بمعنى حديث أبي الدرداء في الفتن. (رواه الترمذي) في العلم، وقال: حديث حسن غريب. وأخرجه أيضاً النسائي والحاكم (ج١:ص٩٩، ١٠٠) وقال: هذا إسناد صحيح. وأخرجه أحمد (ج٦:ص٢٦، ٢٧) والحاكم (ج١:ص٩٩، ١٠٠) وصححه من حديث عرف بن مالك الأشجعي، وأحمد (ج٤:ص٢١٨، ٢١٩) وابن ماجه والحاكم (ج١:ص٩٩، ١٠٠) من حديث زياد بن لبيد بإسناد فيه انقطاع.