للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له،

ــ

صحابي، له حديث ذكر أبو موسى المدني إن اسم أبيه بولاً بموحدة وكان عبدًا نوبيًا. وقال في الإصابة: زيد بن بولي بالموحدة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو يسار، له حديث عند أبي داود والترمذي من رواية ولده بلال بن يسار بن زيد، حدثني أبي عن جدي، ذكر أبو موسى (المدني) إن اسم أبيه بولاً بالموحدة، وقال غيره اسمه زيد يعني لم ينسبه غير أبي موسى. وقال ابن شاهين: كان نوبيًا أصابه النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني ثعلبة فأعتقه - انتهى. وقال ابن الأثير في أسد الغابة: هو في كتاب ابن مندة إلا أنه ينسبه ولا نسبه أبو عمر (ولا البخاري ولا ابن أبي حاتم) وإنما نسبه أبو نعيم وتبعه أبو موسى. وأخرج الحديث بعينه عن بلال بن يسار عن أبيه عن جده زيد فهو لا شك فيه - انتهى. وقال الجزري في تصحيح المصابيح: ليس زيد هذا زيد بن حارثة والد أسامة بل هو أبو يسار روى عنه ابنه يسار هذا الحديث وذكره البغوي في معجم الصحابة، وقال: لا أعلم لزيد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث وذكر إن كنيته أبو يسار وإنه سكن المدينة (إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا في جميع النسخ الحاضرة، وهكذا في جامع الأصول، وفي بعض نسخ أبي داود، ووقع في الترمذي وأكثر نسخ أبي داود أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - (من قال) أي مخلصًا من قلبه: (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم) روي بالنصب على الوصف للفظ الله وبالرفع لكونهما بدلين أو بيانين لقوله هو، والأول هو الأكثر والأشهر. وقال الطيبي: يجوز في الحي القيوم النصب صفة لله أو مدحًا والرفع بدلاً من الضمير أو على المدح أو على خبر مبتدأ محذوف (وأتوب إليه) قال القاري: ينبغي أن لا يتلفظ بذلك إلا إذا كان صادقًا وألا يكون بين يدي الله كاذبًا، ولذا روي إن المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه - انتهى. وذكر النووي في كتاب الأذكار عن الربيع بن خيثم أنه قال، لا يقل أحدكم أستغفر الله وأتوب إليه فيكون ذنبًا وكذبًا إن لم يفعل، بل يقول اللهم اغفر لي وتب علي. قال النووي: وهذا الذي قاله من قوله: اللهم اغفر لي وتب علي حسن، وأما كراهة أستغفر الله، وتسميته كذبًا فلا نوافق عليه لأن معنى أستغفر الله أطلب مغفرته وليس في هذا كذب، ويكفي في رده حديث من قال أستغفر الله الذي لا إله ألا هو. إلخ، يعني حديث بلال بن يسار الذي نحن في شرحه قال الحافظ: هذا في لفظ أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم. وأما أتوب إليه فهو الذي عنا الربيع رحمه الله إنه كذب وهو كذلك إذا قاله ولم يفعل التوبة كما قال. وفي الاستدلال للرد عليه بالحديث الذي ذكره نظر لجواز أن يكون المراد منه ما إذا قالها وفعل شروط التوبة، ويحتمل أن يكون الربيع قصد مجموع اللفظين لا خصوص أستغفر الله فيصح كلامه كله والله أعلم. ثم نقل الحافظ كلام السبكي من الحلبيات وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>