للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال: بينا نحن عنده، يعني عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذا أقبل رجل عليه كساء في يده شيء قد التفت عليه، فقال: يا رسول الله! مررت بغيضة شجر، فسمعت فيها أصوات فراخ طائر، فأخذتهن فوضعتهن في كسائي فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي فكشفت لها عنهن، فوقعت عليهن فلففتهن بكسائي، فهن أولاء معي قال: ضعهن فوضعتهن وأبت أمهن إلا لزومهن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون لرحم أم الأفراخ فراخها، فوا لذي بعثني بالحق: لله أرحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها إرجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن

ــ

: إن المؤمن إذا ابتلى ثم عافاه الله كان كفارة لذنوبه - الحديث. قاله محمد بن إسحاق عن رجل من أهل الشام يقال له: أبو منظور عن عمه عن عامر به، وقال في الإصابة: كان عامر راميًا حسن الرمي فلذلك قيل له الرامي وكان شاعرًا وفيه يقول الشماخ:

فحلأها عن ذي الاراكة عامر ... أخو الخضر يرمي حيث تردى الهواجر

وكان يقال لولد مالك الخضر لأنه كان شديد الأدمة، وقال في أسد الغابة: قيل لمالك وأولاده الخضر. لأنه كان آدم وكان عامر أرمى العرب (يعني عند النبي - صلى الله عليه وسلم -) تفسير من الرواي عن الرامي قاله القاري. والظاهر إن هذا التفسير من البغوي، إذ وقع كذلك في المصابيح (كساء) بكسر الكاف (قد التف عليه) أي لف الرجل كساءه على ذلك الشيء (فقال) أي الرجل (مررت بغيضة شجر) الغيضة بفتح الغين الأجمة ومجتمع الشجر وبالفارسية بيشه وجنكل. والأجمة الشجرة الكثيرة الملتف، وبالفارسية نيستان وأنبوه درختان. والشجر اسم الجنس يقع على القليل والكثير وأضاف الغيضة إليه لمزيد البيان (فسمعت فيها) أي في الغيضة (أصوات فِراخ طائر) بكسر الفاء جمع فرخ هو ولد الطائر (فأخذتهن) أي الفراخ (فاستدارت) أي دارت (فكشفت لها) أي لأم الفراخ (عنهن) أي عن الفراخ يعني رفعت الكساء ونحيته عن وجه الفراخ لأجل أمهن حتى رأتهن (فوقعت) أي سقطت أم الفراخ (فلففتهن) أي جميعهن (فهن) أي هن وأمهن (أولاء) اسم إشارة (معي) أي تحت كسائي. (فقال) أي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي بعض النسخ قال: أي بدون الفاء كما في أبي داود (فوضعتهن) أي وكشفت عنهن وعن أمهن (وأبت أمهن) أي امتنعت (إلا لزومهن) أي عدم مفارقتهن استثناء مفرغ لما في أبت من معنى النفي، أي ما فارقتهن بعد كشف الكساء بل ثبتت معهن من غاية رحمتها بهن (أتعجبون لرحم أم الأفراخ) أي لشفقتها ورحمتها، والرحم بالضم وبضمتين مصدر كالرحمة وهو التعطف والشفقة (فراخها) منصوب على المفعولية (ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن)

<<  <  ج: ص:  >  >>