ومفكوكًا أي أطلعه (علينا) مقترنًا (بالأمن) كذا في جميع نسخ المشكاة، وكذا في المصابيح، والمستدرك (ج٤: ص٢٨٥) ، وهكذا وقع في بعض نسخ الترمذي، والدارمي، وابن السني، ووقع في بعض نسخ هذه الكتب الثلاثة باليمن بالياء مضمومة وهكذا وقع في المسند، وهو البركة. قال الحكيم الترمذي: اليمن: السعادة، والإيمان: الطمأنينة بالله. كأنه يسأل دوامهما والسلامة والإسلام: أن يدوم الإسلام ويسلم له شهره فإن لله تعالى في كل شهر حكمة وقضاء وشأنًا في الملكوت - انتهى. (والإيمان) ، أي بدوامه وكماله (والسلامة) ، أي عن كل مضرة وسوء، (والإسلام) ، أي دوامه. قال القاضي: الإهلال في الأصل رفع الصوت ثم نقل إلى رؤية الهلال لأن الناس يرفعون أصواتهم إذا رأوه بالإخبار عنه ولذلك سمي الهلال هلالاً نقل منه إلى طلوعه لأنه سبب لرؤيته ومنه إلى إطلاعه، وهو في الحديث بهذا المعنى، أي أطلعه علينا وأرنا إياه مقترنًا بالأمن والإيمان: أي باطنًا، والسلامة والإسلام، أي ظاهرًا ونبه بذكر الأمن والسلامة على دفع كل مضرة وبالإيمان والإسلام على جلب كل منفعة على أبلغ وجه وأوجز عبارة. (ربي وربك الله) خطاب للهلال على طريق الإلتفات ولما توسل به لطلب الأمن والإيمان دل على عظم شأن الهلال فقال ملتفتًا إليه ربي وربك الله تنزيهًا للخالق أن يشارك في تدبير ما خلق وردًا للأقاويل الداحضة في الآثار العلوية. وفي الحديث تنبيه على أن الدعاء مستحب عند ظهور الآيات وتقلب أحوال النيرات، وعلى أن التوجه فيه إلى الرب لا إلى المربوب، والإلتفات في ذلك إلى صنع الصانع لا إلى المصنوع، ذكره التوربشتي. وقال الشوكاني: في الحديث مشروعية الدعاء عند رؤية الهلال بما اشتمل عليه هذا الحديث. (رواه الترمذي) في الدعوات، وأخرجه أيضًا أحمد (ج١: ص١٦٣) والدارمي في أول الصوم، والحاكم في الأدب (ج٤: ص٢٨٥) ، والبخاري في التاريخ الكبير (٢، ١، ١٠٩) في ترجمة بلال بن يحيى بن طلحة، وابن السني (ص٢٠٧) ، والبغوي (ج٥: ص١٢٨) ، ونسبه في الحصن لابن حبان أيضًا، قال الشوكاني: وزاد ابن حبان بعد قوله والإسلام ((والتوفيق لما تحب وترضى)) ، والحديث رواه كلهم من طريق سليمان بن سفيان المدني عن بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده طلحة بن عبيد الله (وقال: هذا حديث حسن غريب) ، وقال الشيخ أحمد شاكر في شرح المسند (ج٢: ص٣٦٥) : إسناده حسن ورمز لحسنه السيوطي في الجامع الصغير، وسكت عنه الحاكم والذهبي. قلت: سليمان بن سفيان ضعفه ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي وغيرهم، وفي التهذيب (ج٤: ص١٩٤) عن الترمذي في العلل المفردة عن البخاري ((منكر الحديث)) ، وفيه أيضًا أن ابن حبان ذكره في الثقات، وقال ((كان يخطئ)) وهذا أعدل ما فيه. قال ورواه البخاري في الكبير في ترجمة بلال ولم يذكر له علة ولذلك رجحنا تحسينه إلا أن البخاري لم يذكر سليمان بن سفيان في الضعفاء - انتهى. وقال المناوي في فيض القدير (ج٥: ص١٣٦) بعد نقل تحسين الترمذي: وهو مستند