على ظهرها (قال الحمد لله) ، أي على نعمة الركوب وغيرها (ثم قال) ، أي قرأ {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} ، أي ذلله {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} ، أي مطيقين من أقرن للأمر إذا أطاقه وقوي عليه، أي ما كنا نطيق قهره واستعماله لولا تسخير الله تعالى إياه لنا {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} ، أي لصائرون إليه بعد مماتنا وإليه سيرنا الأكبر (ثم قال: الحمد لله ثلاثًا، والله أكبر ثلاثًا) كذا في جميع نسخ المشكاة وهكذا في المصابيح وشرح السنة، والمستدرك، ووقع في الترمذي بغير واو العطف وكذا في صحيح ابن حبان. ورواه أبو داود بلفظ ((ثم قال: الحمد لله ثلاث مرات، ثم قال: الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال سبحانك)) إلخ، وزاد في رواية أحمد، وابن السني، والحاكم، ((لا إله إلا أنت مرة)) (ثم ضحك) ، أي عليّ (صنع كما صنعت) ، أي كصنعي المذكور. وفي رواية أحمد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل مثل ما فعلت وقال مثل ما قلت (ثم ضحك) ، أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن ربك ليعجب) بفتح الجيم (من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوني) قال الطيبي: أي يرتضي هذا القول ويستحسنه استحسان المتعجب - انتهى. وقال الجزري في النهاية في معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة في السلاسل)) : أي عظم ذلك عنده وكبر لديه، أعلم الله أنه إنما يتعجب الآدمي من الشيء إذا عظم موقعه عنده وخفي عليه سببه فأخبرهم بما يعرفون ليعلموا موقع هذه الأشياء عنده. وقيل: معنى عجب ربك، أي رضي وأثاب فسماه عجبًا مجازًا وليس بعجب في الحقيقة. والأول الوجه وإطلاق التعجب على الله مجاز لأنه لا يخفى على الله أسباب الأشياء والتعجب بما خفي سببه ولم يعلم - انتهى. فتأمل (يقول) ، أي الله (يعلم) أي العبد كذا في بعض نسخ المشكاة بجمع يقول ويعلم وفي بعضها يعلم، أي بحذف يقول وهكذا وقع في سنن أبي داود والمسند (ج١: ص١٢٨) ، وشرح السنة، وفي رواية أخرى لأحمد (ج١: ص٩٧) يقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري. وفي الترمذي ((إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفرلي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك)) (رواه أحمد)(ج١: ص٩٧، ١١٥، ١٢٨)(والترمذي) في الدعوات، (وأبو داود) في الجهاد، وأخرجه أيضًا النسائي، وابن حبان في صحيحه، وابن السني (ص١٥٨، ١٥٩) ، والحاكم (ج٢: ص٩٨) والبغوي (ج٥