وأبو داود وابن ماجة. وفي روايتهما لم يذكر ((وَآخِرَ عَمَلِكَ)) .
٢٤٦٠- (٢٢) وعن عبد الله الخطمي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يستودع الجيش قال: أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم. رواه أبو داود.
٢٤٦١- (٢٣) وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْنِي فَقَالَ: زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى. قَالَ: زِدْنِي.
ــ
(وأبو داود وابن ماجة) في الجهاد. واللفظ للترمذي رواه هكذا مطولاً وفيه ((آخر عملك)) وكذا رواه بهذا اللفظ ولكن معلقًا البغوي في شرح السنة (ج٥: ص١٤٣) ثم قال: ورواه سالم عن ابن عمر وقال: ((وخواتيم عملك)) وقال الترمذي: حديث غريب. ثم رواه مختصرًا بلفظ ((أن ابن عمر كان يقول للرجل إذا أراد سفرًا: أن ادن مني أودعك كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يودعنا فيقول: استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك)) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وبهذا اللفظ المرفوع رواه أبو دواد وسكت عليه هو والمنذري، وابن ماجة، وكذا أحمد (ج٢: ص٧، ٢٥، ٣٨، ١٣٦) والنسائي، وابن حبان، والحاكم (ج١: ص٤٤٢، وج٢: ص٩٧) وصححه، ووافقه الذهبي، والبخاري في الكبير، والضياء في المختارة (وفي روايتهما) أي أبي داود، وابن ماجة وكذا في رواية من ذكرنا ممن خرج هذا الحديث سوى الترمذي (لم يذكر) بصيغة المجهول (وآخر عملك) ، أي بل ذكر ((وخواتيم عملك)) وللحديث شواهد ذكرها ابن علان في الفتوحات الربانية (ج٥: ص١١٨) .
٢٤٦٠- قوله (وعن عبد الله الخطمي) بفتح الخاء المعجمة وسكون المهلة هو أبو موسى عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصين بن عمرو بن الحارث بن خطمة الأوسي الأنصاري صحابي صغير شهد الحديبية وهو صغير كذا في التهذيب. وقال الخررجي: شهدها وهو ابن سبع عشرة سنة وشهد الجمل وصفين مع علي، ولي الكوفة لأبن الزبير، وكان الشعبي كاتبه (إذا أراد أن يستودع الجيش) ، أي العسكر المتوجه إلى العدو، ولابن السني ((كان إذا شيع جيشًا فبلغ ثنية الوداع قال: استودع الله)) إلخ (وخواتيم أعمالكم) فيه مقابلة الجمع بالجمع (رواه أبو داود) في الجهاد وسكت عليه، وقال النووي في الأذكار: حديث صحيح، وفي الرياض: رواه أبو داود بإسناد صحيح، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، وابن السني (ص١٦١) والحاكم (ج٢: ص٩٨) وسكت عليه هو والذهبي.
٢٤٦١- قوله (فزودني) أمر من التزويد وهو إعطاء الزاد والزاد طعام يتخذ للسفر يعني ادع لي دعاء يكون بركته معي في سفري كالزاد. وقال الطيبي: ويحتمل أن يكون المراد الزاد المتعارف فالجواب على طريقة أسلوب الحكيم (زودك الله التقوى) ، أي الاستغناء عن المخلوق أو امتثال الأوامر واجتناب النواهي (قال زدني) بكسر المعجمة وسكون