للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَانَ طَابِعًا عَلَيْهِنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِنْ تَكَلَّمَ بِشَرٍّ كَانَ كَفَّارَةً لَهُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَه إِلَا أَنْت أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. رواه النسائي.

٢٤٧٥- (٣٧) وعن قَتَادَة بَلَغَهُ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ:

ــ

تكلم متكلم بخير، أي طاعة قبل تلك الكلمات المسئول عنها ثم ذكر تلك الكلمات عقبه (كان) ، أي الذكر الآتي وهو تلك الكلمات وقيل، أي تلك الكلمات وتذكير الضمير باعتبار الكلام (طابعًا) ، بفتح الموحدة وتكسر أي خاتمًا (عليهن) ، أي على كلمات الخير، وقال السندي: أي على تلك الكلمات التي هي خير، إذ الغالب أن الخير يكون كلمات متعددة فلذلك جمع الضمير وفيه ترغيب إلى تكثير الخير وتقليل الشر حيث اختير في جانبه الإفراد وإشارة إلى أن جميع الخيرات تثبت بهذا الذكر إذا كان هذا الذكر عقبها ولا تختص هذه الفائدة بالخير المتصل بهذا الذكر فقط. والمراد أنه يكون مثبتًا لذلك الخير رافعًا إلى درجة القبول آمنًا له عن حضيض الرد - انتهى. (وإن تكلم) بالوجهين (بشر) ، أي بإثم (كان كفارة له) ، أي لما تكلم به من الشر، أي مغفرة للذنب الحاصل فيستحب للإنسان ختم المجلس به، أي مجلس كان (سبحانك اللهم) إلخ، تفسير لقوله: بكلمات، أي تكلم بكلمات سبحانك اللهم إلخ. فسألته عن فائدتها، وفي الكلام تقديم وتأخير وضمير كان في الموضعين راجع إلى قوله: سبحانك في المعنى كما لا يخفى. وقال الطيبي: قوله عن الكلمات التعريف للعهد والمعهود قوله كلمات وهو يحتمل وجهين إما أن لا يضمر شيء فيكون الكلمات الجملتين الشرطيتين واسم كان فيهما مبهم تفسيره قوله سبحانك اللهم، وإما أن يقدر فما فائدة الكلمات؟ فعلى هذا الكلمات هي قوله سبحانك اللهم والمضمر في كان راجع إليه ففي الكلام تقديم وتأخير وهذا الوجه أحسن بحسب المعنى وإن كان اللفظ يساعد الأول، كذا في المرقاة. وقال في اللمعات: لا شك أن الكلمات هي سبحانك اللهم إلخ، فالسؤال يكون عنها والجواب بها، لكنه - صلى الله عليه وسلم - بين قبلها فضيلتها بقوله ((إن تكلم)) بصيغة المجهول الماضي أي وقع التكلم، أو بفتحات أي تكلم متكلم أو رجل ((بخير)) في المجلس، والضمير في ((كان)) راجع إلى قوله ((سبحانك اللهم)) إلخ لكونه فاعلاً أو مسندًا إلى ظاهره فهو اسم ((كان)) و ((طابعًا)) بفتح الباء بمعنى الخاتم خبر مقدم والضمير في ((عليهن)) راجع إلى الكلمات المفهومة من تكلم رعاية للمعنى، وفي قوله ((كان كفارة له)) إلى الشر لرعاية اللفظ فافهم. هذا ما سنح لي في توجيه الكلام انتهى. (رواه النسائي) في الصلاة وإسناده صحيح أو حسن. وذكره المنذري في باب الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس بلفظ المشكاة وصدره بلفظة ((عن)) فلا أقل من أن يكون عنده حسنًا أو قريبًا من الحسن. وقال: رواه ابن أبي الدنيا والنسائي واللفظ لهما والحاكم والبيهقي وفي الباب عن جبير بن مطعم، ورافع بن خديج، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي برزة الأسلمي ذكرها المنذري في الباب المذكور، والحاكم (ج١: ص٥٣٦، ٥٣٧) .

٢٤٧٥- قوله (وعن قتادة) هو قتادة بن دعامة السدوسي التابعي الجليل (بلغه) في سنن أبي داود ((أنه بلغه))

<<  <  ج: ص:  >  >>