وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا، ثم قال: أنزل عليَّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة، ثم قرأ:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} حتى ختم عشر آيات. رواه أحمد، والترمذي.
ــ
الشيء كضربه وعلمه حرمانًا بالكسر منعه حقه وأحرمه لغية، أي لا تمنعنا ولا تجعلنا محرومين (وآثرنا بالمد وكسر المثلثة أمر من الإيثار، أي اخترنا برحمتك وإكرامك وعنايتك (ولا تؤثر علينا) ، أي غيرنا بلطفك وحمايتك، وقيل لا تغلب علينا أعداءنا (وأرضنا) أمر من الإرضاء، أي أرضنا عنك بمعنى اجعلنا راضين بما قضيت لنا أو علينا بإعطاء الصبر وتوفيق الشكر وتحمل الطاعة والتقنع بما قسمت لنا (وارض عنا) بهمزة وصل وفتح ضاد أمر من الرضاء، أي كن راضيًا عنا بالطاعة اليسيرة الحقيرة التي في جهدنا ولا تؤاخذنا بسوء أعمالنا (ثم قال: انزل عليَّ) ، أي آنفًا (من أقامهن) ، أي حافظ وداوم عليهن وعمل بهن (دخل الجنة) ، أي دخولاً أولياً، هذا وارجع للبسط في شرح الحديث إلى فيض القدير (ج٢ ص١٠٧، ١٠٨) ، وتحفة الذاكراين (ص ٢٩٨)(رواه أحمد)(ج١ ص٣٤) عن عبد الرزاق عن يونس بن سليم قال: أملى عليَّ يونس بن يزيد الأبلي عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري عن عمر بن الخطاب. ومن هذا الطريق أخرجه البغوي (ج٥، ١٧٧) ، (والترمذي) في الدعوات من طريق عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن الزهري. ثم رواه الترمذي من طريق عبد الرزاق أيضًا عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري. ثم قال: هذا أصح من الحديث الأول سمعت إسحاق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري هذا الحديث. قال أبو عيسى: ومن سمع من عبد الرزاق قديمًا فإنهم إنما يذكرون فيه عن يونس بن يزيد، وبعضهم لا يذكر فيه عن يونس بن يزيد. ومن ذكر فيه عن يونس بن يزيد فهو أصح، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد وربما لم يذكره، وإذا لم يذكر فيه يونس فهو مرسل - انتهى. وذكر نحو هذا الكلام البغوي في شرح السنة. والحديث نسبه السيوطي في الدر المنثور (ج٥ ص٢) والشوكاني في فتح القدير (ج٣ ص٤٦٠) لعبد الرزاق وعبد بن حميد، والنسائي، وابن المنذر، والعقيلي، والحاكم، والبيهقي في الدلائل، والضياء في المختارة وفي سنده عندهم جميعًا يونس بن سليم الصنعاني. قال الحافظ في التقريب: مجهول. وقال الذهبي: في الميزان في ترجمته: حدث عنه عبد الرزاق وتكلم فيه ولم يعتمد في الرواية ومشاه غيره. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به - انتهى. وقال في تهذيب التهذيب: قال النسائي: هذا حديث منكر لا نعلم أحدًا رواه غير يونس، ويونس لا نعرفه، وذكره ابن حبان في الثقات - انتهى. ورواه الحاكم (ج١ ص٥٣٥) بإسنادين أحدهما من طريق المسند وصححه ووافقه الذهبي فهذا موافقة من الحاكم والذهبي على توثيق يونس بن سليم، وهو يدل على أن توثيق ابن حبان ليونس بن سليم صحيح ولذا حسن هذا الحديث البغوي في شرح السنة وصححه الشيخ أحمد شاكر في شرح المسند.